تذكر المراجع أنه إذا تباعت الأنساب صارت القبائل شعوباً ، والعمائر قبائل ، وتصير البطون عمائر ، والأفخاذ بطوناً ، والفصائل أفخاذاً ، وهكذا .
والمعلوم أن القبيلة هي بنو أب واحد ، وقد يكون أب القبيلة له عدة أولاد ، ثم يكون لبعض هؤلاء الأولاد قبيلة أو عدة قبائل ، فتنسب لكل ولد القبيلة التي تنتج عنه ، وتترك النسبة إلى القبيلة الأولى ، كقسر بن عبقر ، فينسب إلى (قسر) ويترك (عبقر) ، وقد يبقى بعضهم بلا ولد ، كأن لا يعقب أو لم يشتهر ولده ، فينسب إلى القبيلة الأولى . وإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر ، كنافع ، وبجالة ، وقسر ، وبجيلة ، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع ، فيجوز لبني نافع أن يُنسبوا إلى نافع ، وإلى بجالة ، وإلى قسر ، وإلى بجيلة ، فيقال في أحدهم : النافعي ، والبجالي ، والقسري ، والبجلي .
وقد قال الجوهري : إن النسبة إلى الأسفل تُغني عن النسبة إلى الأعلى ، فإذا نسبت أحدهم (لقسر) استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله (أي لبجيلة) ؛ مثل قولك الأمير خالد بن عبدالله القسري (والي العراقين) وقولك الشيخ جمعان بن خاتم البجالي (شيخ شمل قبيلة بجالة البجلية بالمملكة) ، وقال غير الجوهري : إنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى والبعض يرى تقديم العليا على السفلى ، كأن يقال البجلي القسري ، والبجلي البجالي ، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا ، فيقال : القسري البجلي ، والبجالي البجلي ، وهكذا .
ولتوضيح ماسبق سنأخذ اسم الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه كمثال ، واسمه كما بالمراجع : جرير بن عبدالله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر البجلي ، وبالتالي تستطيع ان تنسبه لمالك ؛ فتقول : جرير المالكي أو تقول (جرير المالكي البجلي) ؛ أو تنسبه لحزيمة أو لحرب أو لقسر أو لأي بطن من البطون الموجودة بتسلسل عمود نسبه رضي الله عنه ؛ فتقول : جرير الحزيمي أو(جرير الحزيمي البجلي) ؛ وجرير الحربي أو(جرير الحربي البجلي) ؛ أو جرير القسري أو(جرير القسري البجلي) .
ومثال آخر لشخص معاصر من الرزقة من آل شايع من قبيلة بجالة البجلية ؛ وهو الشيخ جمعان البجالي شيخ شمل قبيلة بجالة البجلية في المملكة ؛ فتستطيع أن تنسبه للرزقة أو لآل شايع أو لبجالة أو لبجيلة أو تنسبه لهم كلهم ؛ فتقول : الشيخ جمعان الرزيقي الشايعي البجالي البجلي ؛ وهكذا .