تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

السبت، 1 يوليو 2017

فصاحة امرأة عامرية

يحكى* أن رجلاً من العرب نزل ضيفاً عند امرأة من بني عامر فأكرمته وأحسنت إليه وعندما أراد الرحيل تمثل ببيت يهجوها فيه :

لعمرك ما تبلي سرابيل عامـر * من اللؤم ما دامت عليها جلودها

فسمعته العامرية فقالت له : ألم نحسن إليك فما حملك على هجائنا ؛ فقال : جرى على لساني وأعاد البيت وكرره أمامها ؛ فقالت له المرأة : ممن أنت يابن عم ؛ فقال : رجل من بني تميم ؛ فقالت له أتعرف الذي قال :

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا * ولو سلكت سبل المكارم ضلت

فصعق الرجل من فصاحتها وقال لها : لا والله ما أنا من تميم والحقيقة أنني من بني ضبة ؛ فقالت له أتعرف الذي قال :

لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر * كما كل ضبي من اللؤم أزرق

فتراجع الرجل عن قوله وقال : لا والله ما أنا من بني ضبة بل أنا من الأزد فأنشدته هجائاً فيهم ، وصار الرجل كلما أنتسب لقبيلة من قبائل العرب أنشدته العامرية أبياتاً حتى قال لها : استحلفك الله أن تغفري زلتي وهجائي لكم فوالله ما ابتليت بمثلك قط ؛ فقالت له : انطلق إلى بعيرك لا صحبك الله وبعد هذا اليوم إذا نزلت بقوم فلا تتعجل بإنشاد الشعر حتى تعلم من هم .
-----------------------------------------

* الرواية ذكرت بأكثر من مرجع وهي لاتنقص من شأن أي قبيلة ومكانتها ، إنما أعتقد يراد منها أن جميع قبائل العرب قيل فيهم هجاء من بعض الشعراء لسبب من الأسباب .