إبتداءً من اليوم وعلى عدة حلقات سأنقل ماسبق كتبته عن تفاصيل رحلتي إلى الكويت ، إنطباعاً عشته ولا أبد أن أذكره ، عجباً رأيته ولابد أن أترجمة ، كرماً وجدته ولايجب أن أمر به مروراً ... فوالله أنه كرم ٌ ليس كالكرم ... تجربةٌ جديدة سيكون لها كبير الأثر علي ماحييت . (نواف بن جارالله)
----------------------------------------
الحلقة الأولى :
في يوم الأثنين الرابع من صفر ١٤٣٤
١٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٥ ظهراً كان موعد إقلاع الطائرة من جده إلى دولة الكويت الشقيقة : وقد غدوت الى الإسفار يصحبني مؤنسِاً ثابت الأقوال مغوارُ ... مع تمام العذر لعمنا الأعشى ، ذلك الصديق هو الشاعر ناصر بن دغش .
وفي موعد الاقلاع كان الطيار خالد الحازمي - حفظه الله - قد احتضن السماء بطريقة إقلاع احترافية ، فهناك إقلاع وهناك إقتلاع وحين أقلعت الطائرة تذكرت قول شوقي :
وفي موعد الاقلاع كان الطيار خالد الحازمي - حفظه الله - قد احتضن السماء بطريقة إقلاع احترافية ، فهناك إقلاع وهناك إقتلاع وحين أقلعت الطائرة تذكرت قول شوقي :
أركب الليث ولا أركبها ..... وأرى ليث السرى أوفى ذماما .
--------
--------
ولكني خالفت شوقي وركبت الطائرة ولو وجدت ليثاً يطيعني لأمتطيته في سبيل أن نلتقي برجالٍ يندر أن تجود بهم الأزمان ! .
وفي الساعة ٢:١٥ دقيقة قبيل العصر هبطنا في مطار الكويت وكان الكابتن محترفاً في الهبوط كأحترافه في الإقلاع فكما أن هناك إقلاع وإقتلاع فهناك أيضاً هبوطٌ ، وخبوط !
دخلنا إلى المطار ورأيت الطوابير الطويلة ولكن هناك مكاناً مخصصاً ليس للكويتيين فقط بل لكل الخليجيين ، فالكويت ترى نفسها جزءً من الخليج ليس فقط في الأطار الجغرافي والتصريحات السياسية والتلميحات الدبلوماسية بل على الواقع الحقيقي المعاش .
أستقبلتنا موظفة الجوازات وزميلتها بالابتسامة والترحيب ، وتأخرت إجراءات انهاء دخول ناصر بسبب خطأ الكتروني ، ولا نعلم له سبباً هل هو خطأ في التسجيل من مقر الإقلاع ام ماذا ؟
أبتسمت الموظفة وأعتذرت له بلطف بأن يذهب إلى المكتب المقابل .
حينها بدأت فرائصي ترتعد ودارت في بالي قصص مخابرات الدول العربية التي تستوقف المسافر أياماً وليال ، ولكن الكويت ليست كتلك الأنظمة المأزومة التي لقي بعضها حتفه والبعض ينتظر ! ولكني خشيت أن يكون السبب صديقي وكدت أصرخ بأعلى صوتي أنني لاأعرف هذا الرجل ولم التق به إلا مصادفةً وأنني بريٌ إلى الله والبوليس السري والعلني ، وبدأت أخترع القصص والحيل التي تخلصني من هذا الصديق الذي أصبح في نظري قاب قوسين من القضبان ومكتب التحقيق ! بل أنني أخذت أفكر في أن أكون شاهداً عليه شهادة زورٍ تخرجني من عنق الزجاجة ، وبدأت أتساءل هل هو عضو في تنظيم سري يهدد أمن الخليج وأنه جاء معي ظاهرة المرافق البريء وباطنه الأرهابي المجرم ؟ ولكن لعلمي السابق بأن هذا الشاعر لايعشق الا الصياعة البرئية وأنه إن كان عضواً في تنظيماً من التنظيمات فأنه لن يكون إلا تنظيماً يهتم بشؤون الأستمتاع الحلال بمباهج الحياة في منظومة مطاعم أو ملابس أو سيارات ، أو تتظيم أدبي لايقارب من السياسة ! ولكن ماهي إلا دقائق معدودة وأذا به عائدٌ بجواز سفره فتناولته الموظفة معتذرة عن الخطأ ، وحين جاء دور إنهاء إجراءت دخولي بدأت اقترب من صديقي أكثر من ذي قبل - بعد أن ثبتت برأته - وأخذت أفكر في مصيري كيف سيكون وأنا الذي أغرقت نفسي في السياسة شعراً ونثراً ؟ إذا كان هذا الكائن الوديع بصياعة والصائع برزانة المدعو ناصر بن دغش يحدث له ملاحظة في جواز سفره فكيف سيكون حالي ؟ ولكن المفاجأة المتوقعة أن الموظفة ناولتني الجواز وأمطرتني بعبارات الترحيب فألتفت إلى صديقي وقلت أحمد الله أنك في الكويت هذا البلد الذي لم يجد القمع له مكاناً في ترابه ولا في جينات حكامه ولا محكوميه ... لو كنت في بعض البلدان لسمعت عبارة مرحباً بك بكل قمع ... ولكن هنا في الكويت مرحباً بك في العمق ... عمق القلب .
--------------
بين الجموع .. هناك رجلٌ على وجهه شموخ الطيبين :
انهينا اجراءات الدخول وأتجهنا نحو الصالة الخارجية وبين الحشود المجتمعة أطل علينا رجلٌ على وجهه شموخ الطيبين ، وملامح النجباء ، وأبتسامة الأنقياء .. ذاك هو أبن العم الدكتور عبدالعزيز بن مساعد الياسين البجلي أبرز أبناء قبيلة بجيلة الذين أستقر جدهم نافع بن هلال البجلي في الكويت منذ قرون ، ولقد وجدنا الكويت كريمةً منذ أن أستنشقنا أكسجينها برغم كرم الكويت ألا أن الفتى البجلي فيها كريم الوجه واليد واللسانِ .
أستقبلنا هذا البجلي الأصيل بأعظم مايستقبل به أنسانٌ إنساناً ، فقد حادثنا قبل أن نصافحه .. واحتضننا قبل أن نلامسه وأكرم وفادتنا قبل أن نلج الى منزلهِ ، ومن المطار الى حي اليرموك حيث يسكن أبو مساعد كان مضيفنا يتحدث بأريحيةٍ تجعل الأسير يعد نفسه يسير الى منصة تتويج الوزراء ، فمابالكم بالصديق ، كان يتحدث بحديث ليس كالكلام وبترحيبٍ ليس كالترحاب المتناقل على جفاف الألسنة :
انهينا اجراءات الدخول وأتجهنا نحو الصالة الخارجية وبين الحشود المجتمعة أطل علينا رجلٌ على وجهه شموخ الطيبين ، وملامح النجباء ، وأبتسامة الأنقياء .. ذاك هو أبن العم الدكتور عبدالعزيز بن مساعد الياسين البجلي أبرز أبناء قبيلة بجيلة الذين أستقر جدهم نافع بن هلال البجلي في الكويت منذ قرون ، ولقد وجدنا الكويت كريمةً منذ أن أستنشقنا أكسجينها برغم كرم الكويت ألا أن الفتى البجلي فيها كريم الوجه واليد واللسانِ .
أستقبلنا هذا البجلي الأصيل بأعظم مايستقبل به أنسانٌ إنساناً ، فقد حادثنا قبل أن نصافحه .. واحتضننا قبل أن نلامسه وأكرم وفادتنا قبل أن نلج الى منزلهِ ، ومن المطار الى حي اليرموك حيث يسكن أبو مساعد كان مضيفنا يتحدث بأريحيةٍ تجعل الأسير يعد نفسه يسير الى منصة تتويج الوزراء ، فمابالكم بالصديق ، كان يتحدث بحديث ليس كالكلام وبترحيبٍ ليس كالترحاب المتناقل على جفاف الألسنة :
بين أقوالكم حديث ٌ جميلٌ ...... هو سحرٌ وماعداه كلامُ .
وصلنا الى المنزل فأستقبلنا أولاد أبى مساعد المهندس مساعد والأستاذ نافع ، وأنسابه الثلاثة أزواج بناته : المهندس طارق محمد جاسم الحيدر ، والأستاذ خالد علي سهيل الزنكي ، والأستاذ بدر نجيب صالح الصالح
وصلنا الى المنزل فأستقبلنا أولاد أبى مساعد المهندس مساعد والأستاذ نافع ، وأنسابه الثلاثة أزواج بناته : المهندس طارق محمد جاسم الحيدر ، والأستاذ خالد علي سهيل الزنكي ، والأستاذ بدر نجيب صالح الصالح
حين رأيتهم لم يخطر على بالي سوى قول الشاعر :
هينون لينون إيسارٌ بني يسرٍ .... صيدٌ بهاليل حفاظون للجارِ .
لم يسمح لنا أبو مساعد أن نقيم في أي فندق - وبعناده البجلي - أصر إصرار الصادقين الثابتين أن نسكن في منزلة الكبير به وبكرمه ، فأخذنا - فور وصولنا الى مقر إقامتنا الذي خصصه لنا فوضعنا حقائبنا ووجدنا أكثر مما يتمناه نزيل في أفخم الفنادق . وهل الفندق يقدم الترحاب بتلك الحميمية والاحتفاء التي يقدمها أبو مساعد؟
لم يسمح لنا أبو مساعد أن نقيم في أي فندق - وبعناده البجلي - أصر إصرار الصادقين الثابتين أن نسكن في منزلة الكبير به وبكرمه ، فأخذنا - فور وصولنا الى مقر إقامتنا الذي خصصه لنا فوضعنا حقائبنا ووجدنا أكثر مما يتمناه نزيل في أفخم الفنادق . وهل الفندق يقدم الترحاب بتلك الحميمية والاحتفاء التي يقدمها أبو مساعد؟
بعد أن تناولنا القهوة أتجهنا الى صالة الطعام حيث ينتظرنا الغداء الذي أعده أبو مساعد إعداداً محلياً بمناسبة قدومنا ، وأشهد بالله أننا حين جلسنا أمام المائدة كأننا نجلس في بيوتنا وهل نحن الأ في بيتنا !؟ فالجميع يحادثونا بظرافة تكسر رتابة اللقاء وتهدم أسوار الكلافة فما أصدق قول الشاعر :
أحادث ضيفي قبل إنزال رحلهِ ..... ويخصب عندي والمكان جديب ! ولكن أبا مساعد يغير صياغة الشاعر بأفعاله فيصبح البيت : وينعم عندي والمكان خصيبُ.
غداً الحلقة الثانية : ويارجالً احلتني مرؤتهم في أي محتضنٍ من أي محتضن .
غداً الحلقة الثانية : ويارجالً احلتني مرؤتهم في أي محتضنٍ من أي محتضن .