الثابت في المراجع أن هناك ثلاث مواقع تعرف باسم الفاو ؛ ويبدو أن أحدهما هو الأصل وسميت الأماكن الأخرى نسبة إليه لسبب من الأسباب . وعن معنى الفاو في القاموس ؛ قيل الآتي : الفاو تعني الفأو والفأو يعني الصدع بين جبلين ، وقيل المضيق في الوادي ، وقيل الموضع الأملس ، والداره من الرمال ، والارض المكشوفة للناظر وأن اهل المنطقة يسمونه (الفاي) أي الفراغ وهناك منطقة شمال المحمرة تطل على شط العرب تدعى الفيه لأنكشافها والفأو الفج الواسع بين جبلين . والفاوات المذكورة بالمراجع هي :
1- فاو الحجاز : تذكر المصادر أن فاو الحجاز عبارة عن قرية أثرية تقع بين مكة المكرمة وحضرموت ؛ ويعتقد إنها كانت محطة من المحطات الرئيسية على طريق التجارة بين اليمن وحضرموت عندما كانت تمر القوافل من هذا الطريق في قديم الزمان ، وفي قرية الفاو الحجازية آثار وكتابات مسمارية قديمة . ويلاحظ أن هناك تشابه بين اسماء مناطق فاو الحجاز وأسماء مناطق فاو العراق ؛ فمثلا من اجزاء فاو العراق نهر العشار(العشر) ومنطقة البيشة والدواسر ، ونفس هذه المسميات موجودة في فاو الحجاز .
2- فاو مصر : في صعيد مصر ثلاث بلدات باسم الفاو ؛ الأولى فيها دير واسع أسسه باخوميوس كان يجتمع فيه رهبان الاقباط مرتين في السنة ، أما فاو يعيش وفاو جعل ؛ فهما قريتان في صعيد مصر يُنسب إلى واحدة منهم الفقيه الشافعي عثمان الفاوي المتوفي سنة 1482م .
3- فاو العراق : هي شبه جزيرة تقع في الجزء الجنوبي من مُحافظة البصرة ويمر فيها شط العرب ؛ وهي منطقة واسعة تبدأ من كوت الزين شمالا ؛ ومساحتها بحدود 1220كم وتقع في أقصى الجنوب الشرقي من محافظة البصرة وعلى الطرف الغربي من شط العرب وهي تمثل أقصى نقطة في جنوب العراق ، وضمنها تقع بلدة الفاو قرب مصب شط العرب بالخليج العربي ، وقد أُطلق على شبه الجزيرة العديد من الأسماء في أزمة مختلفة . وذكرت في خريطة لنشوتن لعام 1596م باسم جزيرة فويدي (J . Fuyadi) ؛ وبلدة البصرة ذكرت باسم (Bacora) .


ويقول صاحب كتاب (التحفة النبهانية) أن أرض الفاو قبل أن تشتهر باسم الفاو كانت تعرف باسم المعامر وقبلها كانت تسمى الدكاك ، وسبب اشتهارها باسم (الفاو) يعود إلى أن سفينة من سفن الديلم تسمي (الفاو) غرقت بنهر بالمنطقة يسمى المهلبان فسمت الناس ذلك النهر باسم (نهر الفاو) نسبة لأسم سفينة الدليم الغارقة ، وبمرور الزمن اشتهرت المقاطعة كلها باسم (الفاو)* .
ويضيف صاحب كتاب (التحفة النبهانية) أنه في عام 1226 هـ ضمن الفاو عبدالله الدورقي (الدورق بلدة قرب الفاو) ؛ ثم حدث في عام 1247هـ طاعون بالبصرة وما حولها ، ففر الناس لمناطق أخرى ، وبقيت الفاو خراباً حتى جاء عام 1255هـ فألتزم الفاو من آل الصباح بن جبران ، وأنتقل إليها من جزيرة الفداغية التي بشط العرب . ثم في عام 1259هـ ألتزم الفاو رجل من أهل نابند يقال له الحاج راشد ، وصار يعمر فيها ، وأقام بموضع عند نهر عُرف فيمابعد باسم نهر حوز الحاج راشد ، وهو آخر مقاطعة الفاو عند نهر العريض ، وما بعده من جهة الجنوب كان تحت الماء ، ثم صار يظهر ويربو شيئاً فشيئاً حتى أصبحت هناك أرض واسعة ، والبنكلة بنيت عام 1280هـ وأستخدمتها الحكومة العثمانية ثكنة عسكرية .
ويضيف صاحب كتاب (التحفة النبهانية) أنه في عام 1226 هـ ضمن الفاو عبدالله الدورقي (الدورق بلدة قرب الفاو) ؛ ثم حدث في عام 1247هـ طاعون بالبصرة وما حولها ، ففر الناس لمناطق أخرى ، وبقيت الفاو خراباً حتى جاء عام 1255هـ فألتزم الفاو من آل الصباح بن جبران ، وأنتقل إليها من جزيرة الفداغية التي بشط العرب . ثم في عام 1259هـ ألتزم الفاو رجل من أهل نابند يقال له الحاج راشد ، وصار يعمر فيها ، وأقام بموضع عند نهر عُرف فيمابعد باسم نهر حوز الحاج راشد ، وهو آخر مقاطعة الفاو عند نهر العريض ، وما بعده من جهة الجنوب كان تحت الماء ، ثم صار يظهر ويربو شيئاً فشيئاً حتى أصبحت هناك أرض واسعة ، والبنكلة بنيت عام 1280هـ وأستخدمتها الحكومة العثمانية ثكنة عسكرية .
----------------------------------
* قيل بان سفينة (الفاو) التي غرقت هي واحدة من سفن تجمع العتوب التي قدموا بها من بندر دليم كمهاجرين ونزلوا تحت البصرة وماحولها . وقيل أيضاً أن منطقة فاو العراق كانت تتبع إمارة البوكاسب حكام الأحواز في عهد من العهود (والله أعلم) .