تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الخميس، 15 سبتمبر 2016

بجيلة في العراق

بعد فتح بلاد العراق التي كان لبطون بجيلة شرف المشاركة بها استقر كثير منهم في مناطق وأقاليم العراق شأنهم شأن القبائل العربية الأخرى التي ساهمت بفتحها ، ومن أسباب كثرة بطون بجيلة بالعراق إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعطي بجيلة ربع خمس سواد العراق كترضية لهم عندما أراد أن يرسلهم لفتحها ، فأستقروا بعدة أماكن وبلدان مثل : الكوفة وواسط والموصل والكرخ والبوازيج والبصرة وماجاورها .

ومن الطوائف والعشائر البجلية المعاصرة في العراق : العكابات (العقابات) ، الغلامات ، حمير ، المراونة ، شوكة ، وكل فخذ منهم يتألف من عدة طوائف وعوائل ، ويبدو أن جميع افخاذهم تلتقي في النهاية بجدهم الأعلى (هلال البجلي) طبقاً لمشجرات نسبهم ، ومعظمهم يقيمون بمحافظة ديالى ، واكثرهم في ناحية جلولاء والمناطق المحيطة ، وفي قرية خاصة بهم تسمى (بكالي)* ، ويتواجدون أيضاً في قرى منطقة (كلي) ضمن حوض خانقين وفي قرية كشكول ، وقسم منهم في ناحية السعديه المجاورة لناحية جلولاء ، وقسم آخر منهم يتواجدون في مدينة بعقوبه مركز محافظة ديالى ، وفي قرية زاغنية شمال بعقوبة ، كما يتواجد قسم آخر منهم في منطقة بغداد الجديدة . وهذا ماتوصلنا إليه والله أعلم
----------------------------
 * يبدو أن (بكالي) تحريف (بجالي) والله أعلم .

الخميس، 1 سبتمبر 2016

المرتشون في الجاهلية

الرشوة آفة المجتمعات في كل الأزمنة والعصور ؛ ففي العصر الجاهلي حدثت رشوة في مجال التحكيم الذي يتم بين القبائل ؛ وقد تحدث عن الموضوع صاحب كتاب "الديباج" ؛ فقال الآتي :
المرتشون في الحكومة (أي التحكيم) أيام الجاهلية ثلاثة ، الأول : ضمرة بن ضمرة النهشلي التميمي عندما تحاكم إليه عباد بن أنف الكلب وسبرة بن عمرو الأسديان ، فاسترشى ضمرة عباداً فنفره على سبرة ، فأعطاه عباد عشراً من الإبل . والثاني : الأقرع بن حابس التميمي الذي تنافر إليه جرير بن عبدالله البجلي وخالد بن أرطاة بن خشين الكلبي من قبيلة كلب بن وبرة ، فمدح الأقرع أحد شعراء قبيلة بجيلة ، فحكم الأقرع لجرير البجلي ونفره على خالد الكلبي . والثالث : مروان بن زنباع العبسي تحاكم إليه السفاح التغلبي وعمرو بن لأيي فارس مخلد من بني تيم الهل بن ثعلبة ؛ فأهدى إليه عمرو وأطعمه فنفره على السفاح .

وعن تعريف الرشوة يقول صاحب كتاب "لسان العرب" ؛ الرَّشْوُ : فِعْلُ الرَّشْوَةِ ، والمُراشاةُ : المُحاباةُ . ورَشاه يَرْشُوه رَشْواً : أَعطاه الرَّشْوَةَ . وقد رَشا رَشْوَةَ وارْتَشى منه رَشْوةً إذا أَخذَها . وراشاهُ : حاباه . وتَرَشَّاه : لايَنَهُ . وراشاه إذا ظاهرهَ . قال أَبو العباس : الرُّشْوَةُ مأْخوذة من رَشا الفَرْخُ إذا مدَّ رأْسَه إلى أُمِّه لتَزُقَّه . والرَّائِشُ : الذي يُسْدي بين الرَّاشي والمُرْتَشي . وفي الحديث : لعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ والرَّائِشَ .

وقال ابن الأَثير : الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ الوُصْلَةُ إلى الحاجة بالمُصانعة ، وأَصله من الرِّشاءِ الذي يُتَوَصَّلُ به إلى الماء ، فالرَّاشي من يُعطي الذي يُعينُه على الباطل ، والمُرْتَشي الآخذُ ، والرَّائش الذي يسعى بينهما يَسْتَزيد لهذا ويَسْتَنْقِصُ لهذا ، فأَما ما يُعطى توصُّلاً إلى أَخذِ حَقٍّ أَو دفعِ ظلمٍ فغيرُ داخِلٍ فيه . وروي أَن ابن مسعود أُخِذَ بأَرضِ الحَبَشة في شيء فأَعْطى دينارين حتى خُلِّيَ سبيلُه ، وروي عن جماعة من أَئمة التابعين قالوا : لا بأْس أَن يُصانعَ الرجلُ عن نفسهِ ومالهِ إذا خافَ الظُّلْمَ . أهـ