إقليم الحجاز هو جزء من شبه جزيرة العرب البالغة مساحتها أكثر من مليوني كيلومتر مربع ، ويحد جزيرة العرب من الغرب البحر الأحمر ومن الشرق الخليج العربي ومن الجنوب بحر العرب والمحيط الهندي ، وقد اختلف المؤرخون في تعيين حدودها الشمالية من ناحية بادية الشام ، واختلفوا أيضاً في عدد أقاليم جزيرة العرب وحدود كل إقليم منهم ، لكن يمكن القول أن أغلبهم قسموا جزيرة العرب إلى خمسة أقسام رئيسية : تهامة ، والحجاز ، واليمن ، ونجد ، والعروض . وما يهمنا هنا هو إقليم الحجاز الواقع شرقي تهامة ويمتد من بادية الشام شمالاً إلى اليمن جنوباً ، وتقع عليه سلسلة جبال السراة أعظم جبال العرب ، وسُمِّي بالحجاز ؛ لأنه يحجز بين تهامة في الغرب ونجد في الشرق ، وتقع في هذا الإقليم مكة المكرمة والمدينة المنورة .
ويقول صاحب كتاب "آثار البلاد وأخبار العباد" : الحجاز حاجز بين اليمن والشام ، وهو مسيرة شهر ، وقاعدتها مكة المشرفة ، ومواضعه كثيرة ، منها : جبل الحديد الذي يقع بديار بجيلة ، وأهل السروات (جمع سراة) أفصح الناس أولهم هذيل ثم بجيلة ثم الأزد ، والسروات كثيرة الأهل والعيون والأنهار والأشجار ، وبأسفلها أودية تنتهي إلى البحر (البحر الأحمر) . وقيل : الحجاز جبال بجزيرة العرب تحجز بين تهامة ونجد ، ويقال لأعلاها السراة وأحياناً يقصد بها إقليم الحجاز كله ، وبعض النصوص تقتصر تسمية السراة على الأجزاء الجنوبية من جبال الحجاز ، والعلماء أجمعوا في سبب تسمية الحجاز أنه من قولهم حجزه ، أي منعه ، والحجاز ممتد ، فحال بين غور تهامة ونجد . أهـ
وللحجاز أهمية في التاريخ الإسلامي والعربي ؛ فقد انطلقت منه جيوش الفتوحات الإسلامية بواسطة القبائل الحجازية التي تشرفت بنشر الإسلام وتوسع الدولة الإسلامية ، وظلت الحجاز تحكم من قبل ولاة الدولة الأموية ثم الدولة العباسية ، وفي بداية القرن الرابع الهجري حكم الحجاز الأشراف* الهواشم الحسنيين وحكمها بعدهم أبناء عمومتهم من الأشراف القتادية وظلوا يحكمون حتى قيام دولة آل سعود عندما ضمها الملك عبدالعزيز عام 1926م لمملكة نجد تحت مسمى (مملكة نجد والحجاز) ، ثم في عام 1932م أعلن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عن توحيد كل الأقاليم التابعة لسلطته تحت مسمى المملكة العربية السعودية ؛ وقام بتوحيد الصلاة في الحرم المكي وراء إمام واحد بدلاً من التقسيم طبقاً للمذاهب الأربعة ؛ حيث كانت الصلاة كانت تقام أولاً لأهل المذهب الشافعي لأن معظم أهل الحجاز شوافع ؛ ثم يليهم أهل المذاهب الثلاثة الأخرى بالتتابع ؛ وكان لكل مذهب إمام محراب للصلاة .
---------------------------------------------------
* كان حكم إقليم الحجاز أيام الأشراف غير مستقر سياسياً فترتب على ذلك أن حدثت عدة هجرات لمناطق أخرى أكثر إستقراراً وأمناً مثل الكويت وقطر وبلاد الخليج الأخرى .