تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الأحد، 1 مايو 2016

يوم القادسية

القادسية ؛ هو موقع في جنوب العراق قال عنه صاحب كتاب معجم البلدان أن بينه وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً وبينه وبين العذيب أربعة أميال ، وقال : قيل سميت القادسية بقادسِ هراة ، وكانت القادسية تسمى قديساً ، وروى أنه مرَ إبراهيم عليه السلام بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزاً فغسلت رأسه فقال : قدستِ من أرض ؛ فسميت القادسية ؛ وبهذا الموضع وقعت معركة القادسية بين المسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16هـ ؛ وقد كتب عمر رضي اللهَ عنه إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوَصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين ؛ فأما إحداهما فعلى الظهر ، وأما الأخرى فعلى شاطىء نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة وإنما عن يمين القادسية فيضٌ من فيوض مياههم .

ويوم القادسية يطلق على اليوم الأخير من معركة القادسية الشهيرة التي نُسب اسمها إلى مكان وقوعها ، وتذكر المراجع أن معركة القادسية كانت أربعة أيام ؛ فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عِماس ؛ وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير ؛ واليوم الرابع سموه يوم القادسية وكان الفتح للمسلمين وقتل قائدهم رُستم وبعدها لم يقم للفرس قائمة1 ، وقد قيلت أشعار في هذا اليوم لكونه من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها مفخرة ؛ منها قول زهير بن عبد شمس بن عوف البجلي2 الذي نال شرف قتل رستم قائد جيوش الفرس ؛ عندما قال :

أنا زهيرُ وابن عبدِ شـمسِ ** أرديْتُ بالسَّيْفِ عظيمَ الفرسِ
رُسْـتُمَ ذا النخـــوةِ والدَّمْسِ ** أطعْتُ ربِّي وَشَـــفَيْتُ نَفْســي
-------------------------------------------
1 منذ زمن يحلم الفرس إعادة مجد إمبراطوريتهم التي قضى عليها العرب قبل أكثر من 1400 سنة .
2 كانت قبائل بجيلة تمثل ربع جيش المسلمين في معركة القادسية ؛ وكان على ميمنة الجيش جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وقومه ؛ وعلى الميسرة كان قيس بن هبيرة المكشوح البجلي وقومه .