تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الجمعة، 15 أبريل 2016

القبائل الحجازية

إقليم الحجاز هو جزء من شبه جزيرة العرب وقد اختلف المؤرخون في تعيين حدوده والمناطق التابعة له ، فعلى سبيل المثال فقد حدث نزاع بين ابن سعود حاكم نجد وبين الأشراف حكام الحجاز وقتها على تبعية (تربة) ؛ وقد استخدم ابن سعود حجة مذهب أهلها الحنابلة لإثبات إنها من نجد وليست من الحجاز ذات المذهب الشافعي بذلك العهد والزمان .
والمعلوم أن القبائل الحجازية كثيرة ومتشعبة وتشرف معظمهم تولي مهمة الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام والعراق وغيرها ؛ ويطلق على بعضهم اسم (أهل العالية) ؛ وهم حسب ما ذكرت المراجع : قريش ، وكنانة ، والأزد ، وبجيلة ، وخثعم ، وقيس عيلان ، ومزينة .

أما في العصور المتأخرة فقد تحدثت بعض المراجع عن القبائل الحجازية وموطنها ، منهم الريكي صاحب كتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" الذي ذكر بعض القبائل الحجازية وديارها في عام ١٢٣٣هـ ، فقال الآتي :
القبيلة الأولى ، جهينة ، وترجع إلى ربيعة ، ويبلغ عدد هذه الطائفة بدواً وحضراً خمسة عشر ألفاً ، وتسكن هذه الطائفة من وادي القرى إلى ينبع البحر .
والقبيلة الثانية ، حرب ، ومسكن حضرهم بلاد الصفراء والفرع الحجازية ورابغ ، وبدوهم تسكن في الفيافي بين هذه البلدان المذكورة ، وعدد حرب كلها أربعون ألفاً ، وأصل حرب يرجع إلى ربيعة أيضاً .
والقبيلة الثالثة ، بنو سليم ، ويسكنون في الجبال بقرب مكة من الشمال بمرحلة ونصف ، وجميع أموالهم المعز ، وفي جبالهم من الشهد والعسل شيء لا يحصى ، وهذه القبيلة ترجع إلى تميم ، وعددها عشرة آلاف نفس .
والقبيلة الرابعة ، هذيل ، وهي قبيلة عربية كبرى ، كان هذا اسمها من زمن الجاهلية ، وتبلغ اثني عشر ألفاً ، وبعضها ينزل قرب مكة من المشرق ، وعلى ربع فرسخ ، وأبعدهم منها يميناً وشمالاً مسيرة يوم ، ولهم في هذه الجبال محاصيل من زرع الأذرة والبطيخ الكثير الحلو ، ولهم ثقوب في الجبال كثيرة ، وهذيل ترجع إلى قحطان .
والقبيلة الخامسة ، ثقيف ، وتسكن قرب الطايف ، وبلاد الطايف لهم ، وهم حضر وبدو ، وهم يبلغون ثلاثة عشر ألفاً ، وهي طائفة قديمة ترجع بالنسب إلى قحطان .
والقبيلة السادسة ، حبيلة1 ، وعدد هذه القبيلة ثلاثة آلاف ، وهم أهل غنم كثيرة ، ويسكنون بثلاث مراحل عن مكة من جهة الشرق ، وهذه القبيلة ترجع نسباً إلى تميم .
والقبيلة السابعة ، تسمى الناصرة ، وعددها ثلاثة آلاف ، وترجع نسباً إلى مضر ، وسكنى هذه القبيلة بقرب أرض قبيلة الحبيلة ، وعلى خمسة فراسخ من الشمال .
والقبيلة الثامنة ، تسمى زهران ، ويبلغ عددهم عشرين ألفاً ، وهم يسكنون بقرب جدة إلى مرسى إبراهيم ، لكن يبعد قليلاً من البحر ، مسافة يوم إلى جانب الشرق ، مائلاً إلى الشمال ، وهذه القبيلة يرجع نسبها إلى مضر أيضاً ، وهم أهل إبل كثيرة وأغنام ، وأرضهم كثيرة زرع الذرة وبعض الحنطة .
والقبيلة التاسعة ، غامد ، وهي تبلغ اثني عشر ألفاً أو أكثر ، وتسكن بآخر الحجاز مما يلي اليمن من جانب الشرق ، وهم أهل خيل نجيبة ، وإبل كثيرة ، ويرجع نسبهم إلى مضر .
والقبيلة العاشرة ، قبيلة خثعم ، ويبلغ عددها ثمانية آلاف ، وهي قبيلة قديمة من أيام الجاهلية هذا اسمها لم يتغير ، وهي ترجع بالنسبة إلى قحطان ، وتسكن آخر الحجاز من الشرق ، بقرب أرض اليمن ، وهناك أيضاً قبائل غير معروفة النسب (يقصد لم يتوصل إلى نسبهم) ، وهم ملحقون بأرض الحجاز ، ويسمون أحلافاً ، وهم أحلاف كاسمهم ، ويبلغ عدد الجميع خمسين ألفاً ، وانتهى ما أردنا ذكره من عرب الحجاز2 أهـ

وأيضاً في عام ١٣٢٩هـ ذكر البتنوني صاحب كتاب "الرحلة الحجازية" ؛ ذكر مجموعة من قبائل بلاد الحجاز وعشائرهم ، مثل : الحويطات ، وبلي ، وجهينة ، وعبس ، وحرب ، والنخاوله ، ومطير ، وبني سليم ، وعتيبة ، وقريش ، وهذيل ، وثقيف ، والبقوم ، وعدوان ، وبني الحارث ، وبني سعيد ، والجحادلة ، وبني فهم ، وبني يزيد ، وبجالة3 ، ومتعان ، وغيرهم . أهـ

والملاحظ أن الريكي والبتنوني وغيره من المتأخرين ممن ذكروا قبائل الحجاز لم يرفعوا نسب تلك القبائل لقبائلهم الأم بشكل صحيح واكتفوا بذكر ديارهم وتعدادهم ، وأحياناً بطونهم وأقسامهم .

وتجدر الإشارة إلى أن كثير من العوائل الكويتية القديمة تعود أصولها إلى أحدى القبائل الحجازية السالف ذكرها ؛ مثل : قبيلة بجالة البجلية والبقوم وحرب وعتيبة وعدوان ومطير وهذيل وغيرها .

----------------------------------------------------------
1) حبيلة : لم نجد بالمراجع التي إستعنا بها قبيلة بهذا الاسم ، وربما الاسم منسوب لموضع معين ، لأن (حبيلة) كرمة بالطائف كما ورد بالمراجع ، أو ربما المقصود (بجيلة) بدلاً من (حبيلة) ، والله أعلم .
2) أخطأ المؤلف في نسب بعض القبائل عند رفع نسبها للقبيلة الأم ؛ وربما خطأه ناتج من كونه غريب عن الحجاز وقبائلها .
3) بجالة : قبيلة معاصرة مازالت تقيم بنفس موطنها القديم ومنها أسلافي ؛ وبجالة هي أحدى قبائل بجيلة الأنمارية القحطانية طبقاً لأمهات الكتب والمراجع ؛ وشيخ شمل قبيلة بجالة البجلية الحالي هو : الشيخ جمعان بن مهوس البجالي البجلي .


الجمعة، 1 أبريل 2016

الفاروق يكافئ بجيلة

تذكر المراجع أنه بعد هزيمة موقعة الجسر قام عمر رضي الله عنه وندب الناس إلى العراق فجعلوا يتحامونه ويتثاقلون عنه حتى همّ أن يغزو بنفسه ، ثم قدم عليه خلقٌ من الأزد يريدون غزو الشام فدعاهم عمر رضي الله عنه إلى العراق ورغبهم في غناء آل كسرى فرفضوا ، فقدم عليه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه من السراة في بعض بجيلة وسأل أن يأتي العراق على أن يعطى وقومه ربع ما غلبوا عليه ، فأجابه عمر رضي الله عنه . وقيل : أنه لما أعطي جرير بن عبدالله البجلي حاجته في استخراج بطون بجيلة من الناس ، طلب منه عمر رضي الله عنه أن يلحق بالمثنى بن حارثه بالعراق ، فأبى إلا الشام ، لكن أصرّ عمر رضي الله عنه على العراق وجعل له عوضاً لإكراهه واستصلاحاً له ربع خمس ما أفاه الله عليهم في غزاتهم هذه له ولمن معه ، وقد ظلت بجيلة تأخذ ربع سواد1 العراق لمدة ثلاث سنوات ؛ ثم بعدها اعترضت القبائل العربية الأخرى ، فطلب منهم عمر رضي الله عنه أن يردّوه ففعلوا2 .
------------------------------------------------ 
 1 السواد : المناطق الريفية والغير معمورة ، وتذكر المراجع أنه عندما زاحم الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي على ثروته قال خالد يومها (ما تحت قدمي من شيء إلا وهو لي) وهو يقصد بمقولته أن عمر رضي الله عنه جعل لبجيلة ربع سواد العراق قبل أن يردوه برضاهم .
2 أنظر الحديث المتعلق بأم كرز البجلية (سنخصص مقالة لاحقة عن أم كرز البجلية) .
------------
يرجي عند النقل من المدونة ذكر المصدر مع الشكر