روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشاً فقال : أنا النذير العريان ، أنذركم جيشاً .
فما معنى (أنا النذير العريان) الذي صار مثلاً عند العرب . يقول صاحب تاج العروس ان أول من قال : (أنا النذير العريان) هو زبير الخثعمي وقوله صار مثلاً عند العرب .
وصاحب لسان العرب قال : من أمثال العرب في الإنذار قولهم (أنا النذير العريان) ؛ وجاء ذلك من إن الرجل إذا رأى الغارة قد فجئتهم وأراد إنذار قومه تجرد من ثيابه وأشار بها ليعلم قومه أن قد فجئتهم الغارة ، ثم صار مثلاً القول يستخدم لكل شيء تخاف مفاجأته .
وقيل إن أصل المثل لرجل من خثعم يقال له زنير أو زبير بن عمرو الخثعمي ، سلبه العدو ثوبه وقطعوا يده ، فانطلق إلى قومه نذيراً على تلك الحال . وتجدر الاشارة ان هناك رجل من بجيلة اشتهر بلقب (صاحب النذير العريان) ويقال له : عوف بن عامر اليشكري القسري البجلي ؛ وكان سبب لقبه إنه في يوم ذي الخلصة(*) حمل عوف البجلي على رجل من خثعم(**) فقطع يده وكان الرجل الخثعمي مكلف بإنذار قومه عند الخطر ؛ فلم يتمكن الرجل من إنذار قومه في التلويح بملابسه كالمعتاد .
--------------------------------------
(*) ذو الخلصة صنم كانت تعبدة عدة قبائل منهم : بجيلة وخثعم وباهلة وغيرهم وهدمه الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة .
(**) خثعم وبجيلة أخوة ؛ أبوهم : أنمار بن إراش القحطاني .