يقول صاحب كتاب (معجم البلدان) : البوازيج هي بلدة قرب تكريت بالعراق على فم نهر الزاب الأسفل الذي يصب في دجلة ؛ يقال لها بوازيج الملك ؛ لها ذكر في الأخبار والفتوح وهي من أعمال الموصل ، فتحها جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، وينسب إليها جماعة من العلماء ، منهم : أبو الفرج منصور بن الحسن بن علي البجلي الجريري البوازيجي الذي تولى القضاء فيها فترة من الزمن وتوفى بعد سنة 501هـ ، والبوازيجي لقب منسوب إلى البوازيج وهي بلدة قديمة على نهر دجلة فوق بغداد دون سر من رأى (سامراء) ورد ذكرها في حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه ، وخرج منها جماعة من أهل العلم .
وعن بلدة " البوازيج " قيل بان أصل اسمها (بيت وازيق) وحرف إلى " بوازيج " ؛ وهي بلدة تقع على شاطئ نهر الزاب الأسفل قرب تكريت وفيها أسقفية تاريخية .
ويقول صاحب كتاب (صورة الأرض) : هناك قوماً يسكنون منطقة يقال لها البوازيج شرقي بلدة تكريت بالعراق ؛ وهم من نسل جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ورؤساؤهم مختلفون في المذهب ؛ بعضهم سنة وبعضهم شيعة ؛ وأحياناً يجري بينهم قتال على ذلك ؛ إلا أنهم يتزوجون من بعض ولا يزوجون أو يتزوجون من غريب ؛ وكانوا قديماً من عسكر(*) علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما فتح (تكريت) فأخذوها وسكنوها بعد مقتل علي رضي الله عنه في الكوفة .
(*) يبدو المقصود انهم من قبيلة بجيلة لأن الثابت بالمراجع أن جرير البجلي رضي الله عنه أعتزل صراع معاوية وعلي رضي الله عنهما ورحل لبلدة الرقة ، والذين قاتلوا بصف علي رضي الله عنه في صفين فرقة من بطن أحمس بجيلة ، وجرير رضي الله عنه من بطن قسر بجيلة ، وربما هم خليط من بطني قسر وأحمس البجليين ؛ والله اعلم .
ومن جانب آخر ؛ فأن المراجع تذكر أنه في القرن الثالث الهجري أسس الأقطع المعروف بظاهر الدولة أمير العرب مملكة له في البوازيج وماجاورها ، والأقطع هو رافع بن الحسين بن حماد بن مقين بالقاف المفتوحة أبو المسيب الأقطع المعروف بظاهر الدولة أمير العرب بنواحي بغداد ؛ فارس شاعر لكن فيه شح وإمساك وكانت أمرأته تعيبه بذلك . واشتهر بالأقطع بسبب قطع يده عندما كان يشرب ومعه بعض عبيد بني عمه ؛ فجرت بين اثنين منهما خصومة وتجالدا بالسيوف فخلص بينهما فضرب أحدهما يده فقطعها غلطاً فذهبت هدراً ؛ فصار يلبس يده كفاً يلزم بها العنان ويقاتل بالأخرى فلا يثبت له أحد ؛ وكان عظيم الغيرة على حرمه وإمائه وكان عقيماً ؛ وكانت مملكته في منطقة البوازيج والسن وتكريت وكرمى والحصاصة والدور والقادسية ؛ وتوفي سنة 427هـ .
وفي أوائل القرن الرابع الهجري حكم البوازيج الأمير عماد الدين الزنكي عندما حاول توحيد المنطقة بضم المدن التي حول مناطقة نفوذه بسبب ضعفها وتفرقها وكان ولاة الموصل الذين سبقوه قد عجزوا عن اكتساحها ؛ لذلك سعى الزنكي للقضاء على هذه المواقع المستقلة كي تغدو سلطته في هذه المناطق أمراً واقعاً ، فكانت البوازيج الواقعة على طريق الموصل عند مصب الزاب الأسفل أولى المواقع التي استولى عليها الأمير الزنكي عندما توجهه إلى الموصل عام 521ﻫـ .
وتجدر الإشارة بان هناك مجموعة من الطوائف والعشائر المعاصرة ممن ينتهي نسبهم بقبيلة بجيلة مازالوا يقيمون في مناطق يتطابق موقعها الجغرافي مع موقع بلدة البوازيج التاريخية ، ومعظمهم يقيمون بمحافظة ديالى في ناحية جلولاء والمناطق المحيطة بها ؛ وفي قرية خاصة بهم تسمى (بكالي) ؛ ويتواجدون أيضاً في قرى منطقة (كلي) ضمن حوض خانقين وفي قرية كشكول ؛ وقسم منهم في ناحية السعديه المجاورة لناحية جلولاء ، وقسم آخر منهم يتواجدون في مدينة بعقوبه مركز محافظة ديالى ، وفي قرية زاغنية شمال بعقوبة ، كما يتواجد قسم آخر منهم في منطقة بغداد الجديدة ، وعرفنا من عشائرهم : العكابات (العقابات) ؛ الغلامات ؛ حمير ؛ المراونة ؛ شوكة ، ويبدو أن جميع بطونهم تلتقي بالنهاية بجدهم الأعلى المسمى (هلال البجلي) طبقاً للمشجرات التي ارسلت لنا ، لكنهم لم يخبرونا من أي بطون بجيلة جدهم (هلال البجلي) ؛ لأن اسم (هلال) مكرر في كثير من بطون قبيلة بجيلة وعشائرها .