ترجمة أم كرز البجلية

أم كرز هي أمرأة من بجيلة ورد ذكرها بحديث قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي عندما قال : كانت بجيلة ربع الناس1 يوم القادسية فجعل لهم عمر ربع السواد2 فأخذوا سنتين أو ثلاثاً فوفد عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب ومعه جرير بن عبدالله3 ، فقال عمر : ياجرير لولا أني قاسم مسئول لكنتم على ما جعل لكم , وأرى الناس قد كثروا فأرى أن ترده عليهم . ففعل جرير ذلك , فقالت أم كرز البجلية : يا أمير المؤمنين إن أبي هلك وسهمه ثابت في السواد وإني لم أسلم ، فقال لها عمر : يا أم كرز إن قومك قد صنعوا ما قد علمت ، فقالت : إن كانوا صنعوا ما صنعوا فإني لست أسلم حتى تحملني على ناقة ذلول عليها قطيفة حمراء وتملأ كفي ذهبا . ففعل لها عمر رضي الله عنه ما طلبت .

------------------------------------------

1) ربع الناس : ربع جيش المسلمين في معركة القادسية الشهيرة .

2) ربع السواد : ربع دخل الأراضي الريفية بالعراق .

3) المقصود هو الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه .

سياسة تنظيم المقاتلين في معارك المسلمين - المسلمين

كانت السياسة المتبعة في المعارك التي تدور بين المسلمين انفسهم ان توضع كل قبيلة في مقابل اختها بالطرف الآخر حتى لا ينشأ ثأر بين القبيلتين المتقاتلتين من ناحية ، ومن ناحية أخرى حتى لا تُعاير القبيلة المنتصرة القبيلة المهزومة ، لذلك نجد ابن الأثير يصف توزيع القبائل في موقعة صفين الشهيرة ؛ فيقول الآتي :

عندما خرج معاوية في أهل الشام لملاقاة علي ، سأل علي عن القبائل من أهل الشام وعرف مواقفهم ، فقال علي للأزد : اكفونا الأزد ، وقال لخثعم : اكفونا خثعم ، وأمر كل قبيلة أن تكفيه أختها من أهل الشام إلا أن تكون قبيلة ليس منها بالشام أحد فيصرفها إلى قبيلة أخرى من الشام ليس بالعراق منهم أحد ، مثل بجيلة لم يكن بالشام منهم إلا القليل ، فصرفهم إلى لخم . وفي المراجع عدة شواهد تؤكد هذه السياسة المتبعة ، وتجدر الإشارة إلى أن معظم بطون بجيلة في معركة صفين كانت على الحياد باستثناء القليل منهم من بنو أحمس بجيلة ، ومن الذين كانوا على الحياد الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه الذي اعتزل الصراع وارتحل مع قومه إلى الرقة (الرقة حالياً تتبع سوريا) .