كانت السياسة المتبعة في المعارك التي تدور بين المسلمين انفسهم ان توضع كل قبيلة في مقابل اختها بالطرف الآخر حتى لا ينشأ ثأر بين القبيلتين المتقاتلتين من ناحية ، ومن ناحية أخرى حتى لا تُعاير القبيلة المنتصرة القبيلة المهزومة ، لذلك نجد ابن الأثير يصف توزيع القبائل في موقعة صفين الشهيرة ؛ فيقول الآتي :
عندما خرج معاوية في أهل الشام لملاقاة علي ، سأل علي عن القبائل من أهل الشام وعرف مواقفهم ، فقال علي للأزد : اكفونا الأزد ، وقال لخثعم : اكفونا خثعم ، وأمر كل قبيلة أن تكفيه أختها من أهل الشام إلا أن تكون قبيلة ليس منها بالشام أحد فيصرفها إلى قبيلة أخرى من الشام ليس بالعراق منهم أحد ، مثل بجيلة لم يكن بالشام منهم إلا القليل ، فصرفهم إلى لخم . وفي المراجع عدة شواهد تؤكد هذه السياسة المتبعة ، وتجدر الإشارة إلى أن معظم بطون بجيلة في معركة صفين كانت على الحياد باستثناء القليل منهم من بنو أحمس بجيلة ، ومن الذين كانوا على الحياد الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه الذي اعتزل الصراع وارتحل مع قومه إلى الرقة (الرقة حالياً تتبع سوريا) .