تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

هل كل النوافع مرجعهم واحد ؟

هذا سؤال قد يتبادر لذهن اي واحد بسبب وجود : نوافع مع قبيلة حرب ؛ ونوافع مع قبيلة المناصير1 من حلف بني ياس ؛ ونوافع مع قبيلة السعيد القحطانية ؛ وأخيراً النوافع الذين من آل نافع من بني بجالة من بجيلة القحطانية ومنهم أسلافي .
نحن نعلم من المراجع ان قبيلة حرب تألفت من تحالف بطون قبائل متباينة النسب ؛ بمعنى انهم لا يرجعون لجد يجمع بطون القبيلة كلها ؛ وتقول المراجع ان نوافع حرب هم من مسروح من زبيد الشام من حرب ؛ وهم يضيفون ان جدهم البعيد اسمه (نافع) .
والسؤال : لأي القبائل القديمة يرجع نسب نوافع حرب ؛ بمعنى من هي قبيلتهم الأصلية قبل ان يكونوا مع قبيلة حرب . والحالة نفسها تنطبق على نوافع المناصير الذين مع تحالف بني ياس في دولة الامارات ؛ فالكل يعلم ان بني ياس – والمناصير أيضاً - قبيلة تكونت من تحالف بطون قبائل مختلفة النسب شأنها شأن كل أو معظم القبائل المعاصرة ، لذلك نجد السؤال السابق يتكرر : لأي القبائل القديمة يرجع نسب نوافع المناصير في بني ياس ؛ بمعنى من هي قبيلتهم الأصلية قبل ان يكونوا مع قبيلة المناصير .

أما قبيلة السعيد ؛ فهي قبيلة قحطانية معاصرة أحتار العزاوي في كتاب عشائر العراق عندما أراد رفع نسبها لقبيلتها الأم ؛ فصار يخمن ويرجح انها احدى قبائل (زبيد) التي قدمت للعراق من بلاد الشام ؛ وقال انه لا يعرف تاريخ نزوحها للعراق ، وليبرر العزاوي2 تخمينه وترجيحه راح يقول بان العشائر الزبيدية قدمت العراق منذ بداية الفتح الإسلامي عندما أتى الصحابي جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه - العراق على رأس قبائل بجيلة ومذحج وزبيد ، وبطول الزمن لحقت تلك القبائل عدة تطورات وتحولات فأكتسبت أسماء جديدة أو انها ذابت في المدن فلم تعد تعرف باسمائها الأصلية - بجيلة ومذحج - وبقيت قبائل معاصرة تُنسب إلى قبائل زبيد القحطانية ؛ وقال ان من افخاذ قبيلة السعيد : النوافع ؛ بوجمعة ؛ الشجير ؛ وآل راشد وهم الرؤساء ويقال لهم الرواشدة . والمعلوم من المراجع ان نوافع السعيد وغيرهم قاتلوا بصف قبائل الأجود ضد قبائل بني مالك العراق بقيادة الشريف مانع بن شبيب ؛ فهزمهم الشريف مانع ورضخ قسم منهم لشروط الشريف مانع ودخلوا بتحالف اثلاث المنتفق الشهير الذي حكم قسم من العراق حقبة من الزمن ، والذين رفضوا الإذعان لشروط الشريف مانع غادروا موطنهم وتفرقوا على الأقاليم والبلاد المجاورة (سواء شمالاً أو جنوباً) .

والآن سنحاول جواب السؤال السابق : هل كل النوافع مرجعهم واحد ؟

أعتقد – والله اعلم - ان نوافع حرب ونوافع المناصير هم بالأصل من نوافع السعيد الذين نزحوا وتركوا موطنهم بعد الهزيمة المذكورة أعلاه . وما جعلني اكون هذا الرأي – القابل للخطأ – ان نوافع حرب هم من (زبيد الشام) طبقاً للمراجع ولقولهم أيضاً ، ونعلم ان قبيلة السعيد لم يتمكن العزاوي وغيره من رفع نسبها لقبيلتها الأم (الأصلية) ؛ بل هو رجح انها احدى قبائل زبيد التي قدمت العراق من بلاد الشام ، ونعلم أيضاً ان المناصير الذين مع بني ياس هم تحالف قبلي تكون من بطون متباينة النسب ، وبموجب هذه المعطيات ؛ فربما كان من الذين رحلوا بعد الهزيمة بعض نوافع السعيد ؛ فأنضم بعضهم لحلف مناصير بني ياس وأنضم آخرون منهم لبني مسروح من زبيد الشام من قبيلة حرب ، أضف إلى ذلك قد تكون قبيلة السعيد هي بالأصل إحدى قبائل بجيلة القحطانية وليست من قبائل زبيد القحطانية كترجيح العزاوي وتخمينه ؛ مستذكرين تبريره السالف بان قبائل بجيلة ومذحج لحقتها عدة تطورات وتحولات فأكتسبت أسماء جديدة وذابت في المدن فلم تعد تعرف باسمائها الأصلية – بجيلة ومذحج - وبقيت قبائل معاصرة تُنسب إلى قبائل زبيد القحطانية ، فلماذا اقتصر العزاوي التحولات والتطورات على قبيلتي بجيلة ومذحج دون قبيلة زبيد ؛ فيفترض ان التحولات التي أصابت قبيلتي بجيلة ومذحج - حسب قوله - يفترض انها تصيب أيضاً قبيلة زبيد ! .
هذا رأيي وقرائتي لموضوع (هل كل النوافع مرجعهم واحد) ؛ وهو مجرد رأي مبني على تحليل أقوال الكتب والمراجع فإن اصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان .
----------------------------------------
1- هناك قبيلة معاصرة من قبائل بجيلة أسمها : المناصير ؛ وهم من بني مالك بجيلة .
2- يلاحظ أن العزاوي أخطأ باسم الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وذكره باسم (عبدالله بن جرير البجلي) ؛ كما أن جرير البجلي رضي الله عنه قدم العراق على رأس قومة من بجيلة فقط وهم ليسوا كل قبائل بجيلة التي قدمت العراق ؛ وأيضاً كان يتزعم قبائل مذحج وزبيد أمراء وقادة من نفس قبائلهم وليس جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه .


الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مروان الحمار

مروان الحمار لقب أشتهر به آخر خلفاء الدولة الأموية أبو عبدالملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي الذي أصبح أميراً للمؤمنين في سنة 127هـ وقتل بمصر سنة 132هـ بعد سقوط الخلافة الأموية ؛ وقيل أن أمه كردية ؛ ويوصف بأنه أبيض ضخم الهامة ربعة كث اللحية شديد الوطأة ، وقد تعددت أقوال المراجع عن سبب تسميته بالحمار علاوة على اشتهاره بألقاب أخرى ؛ منها : مروان الفَرس ومروان الجَعْدي نسبة إلى رأي الجعد بن درهم وقد نسبوه إليه الخراسانيّة* شُنْعَةً عليه (والله أعلم) .

والجعد بن درهم هو مولى سُوَيْد بن غَفَلة (وقيل : مولى لبني أمية) فارسي من أهل خراسان وهو أول من تفوه بأن الله لا يتكلم ؛ ولزندقته قبض عليه الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي عندما كان والياً على العراق وذبحه بعد صلاة عيد الأضحى وهي قصة مشهورة قال فيها الأمير خالد البجلي خطبته الشهيرة : ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لأنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علواً كبيراً ، ثم نزل خالد من المنبر وذبح الجعد ، وعندما بلغ الخبر الحسن البصري وأمثاله من التابعين شكروا ما فعله خالد البجلي بالزنديق الجعد بن درهم .

والأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي تولى حكم العراق حقبة من الزمن أيام الدولة الأموية وكان حازماً في حكمه شديداً على الدجالين والمشعوذين أمثال المغيرة بن سعيد وبيان والجعد وغيره ؛ وكان مقتل الأمير خالد البجلي أحد أسباب سقوط الخلافة الأموية ؛ وقد قتل في محرم 126هـ قتله يوسف بن عمر الثقفي الذي تولى العراق من بعده ؛ وكان يضرب المثل بحمق يوسف فيقال (فلان أحمق من أحمق ثقيف) ، وعندما عزل يوسف بن عمر عن العراق وسجن أقتص منه الأمير يزيد ابن الأمير خالد القسري البجلي وقتله سنة 127هـ ؛ وبنفس السنة عندما تولى مروان الحمار الخلافة قام بقتل الأمير يزيد بن خالد بن عبدالله القسري البجلي .
----------------------------
* الخراسانيّة : يقصد بهم الذين اسقطوا الخلافة الأموية ، و(شُنْعَةً عليه) بمعني ذمه واستقباحه .