تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الخميس، 15 يناير 2015

معنى : يتحرم به

تمر عليها أحياناً جملة " ليتحرم به " في بعض المراجع ؛ وربما بعضنا لا يعرف معناها ولا القصد منها ، وبهذه المقالة سنبين معنى الجملة وموطن استخدامها .

المعلوم ان للعرب عادات وطقوس أندثر بعضها ؛ منها (التحرم) ، والتحرم يعني قيام الفرد بعمل معين لاتقاء قتله ؛ وهي عادة كانت تمارس في الجاهلية واستمرت حتى بعد الإسلام ، ففي الجاهلية كان كل من يحج إلى ذا الخلصة أهدى له شيئاً يتحرم به ممن يلقاه . وذو الخصلة صنم كانت تعبدة عدة قبائل منهم : بجيلة وخثعم وباهلة وغيرهم وهدمه الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن قصص ( التحرم ) المذكورة في المراجع نذكر الآتي :

1- في قصة المنافرة (التحكيم) في أيام الجاهلية بين جرير البجلي رضي الله عنه وخالد الكلبي تذكر المراجع : أصابت كلب رجلاً من بجيلة ، يقال له : مالك بن عتبة العادي البجلي من بني عادية بجيلة ، فوافوا به عكاظ ، فمر مالك البجلي بابن عم له يقال له القاسم بن عقيل البجلي يأكل تمراً ؛ فتناول من التمر شيئاً ليتحرم به .... الخ . ومحاولة مالك البجلي الأكل من تمر ابن عمه القاسم كان بغرض أن يصير في حرم لا يجرؤ أحد على قتله لأنه أكل من طعام ابن عمه القاسم بن عقيل البجلي .

2- تذكر المراجع ان لضمرة بن ضمرة النهشلي التميمي فرس تسمى " أثال" خرج عليها يوماً فوجد رجلاً يقال له (ذباب السلح) يرعى أبله في البرية ؛ فلما شاهد "ذباب" ضمرة توقع منه الشر ؛ فتلقاه "ذباب" بلبن من نياقه ليتحرم به ؛ أي ليتقي شر ضمرة .

3- وفي قصة مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه فان المراجع تذكر : دعا عثمان بوضوء فتوضأ وأخذ مصحفاً ووضعه في حجره ليتحرم به .... الخ .

هذه بعض الأمثلة عن " التحرم " ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الخميس، 1 يناير 2015

الجين البجلي

المقصود بالعنوان تلك الصفات السائدة في عشائر وطوائف بجيلة سواء كانت صفات إيجابة أو سلبية ، ومما لا شك فيه أن هناك عدة صفات وسمات إيجابية كثيرة ومتنوعة متأصلة في أهل القبيلة وطوائفها ؛ لكن المنطق يحتم وجود صفات سلبية ؛ وبهذه المقالة سأتطرق لهذا الشق السلبي الذي ربما يتحاشاه أي بجلي تعصباً لأهله وعشيرته ؛ لكنني أرى الموضوع من زاوية مختلفة لأن معرفة السلبيات ستجعلنا نعمل على التخلص منها والارتقاء بالصفات الايجابية وإبرازها بشكل يطغى على السمات السلبية ؛ فكما يقال " نصف العلاج معرفة الداء " . والحقيقة أن فكرة هذه المقالة بدأت بعدما استوقفتني جملة (أميركم هذا الذي رفعته إمرته وحطته أسرته) الواردة في حادثة مذكورة في سيرة الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي (القصة موجود على الرابط التالي : اضغط هنا) .

فقلت في نفسى لماذا قال الرجل ذلك القول عن الأمير خالد البجلي ؛ فهل قوله ناتج من معرفته صفات البجليين عموماً أم أنها مسألة خاصة فقط بالأمير خالد وعشيرته ، لكنني من خلال بحثي ومطالعتي أمهات الكتب وجدت أن هناك شيئاُ ما بين السطور ينم عن عدم إنسجام وتوافق بين عشائر بجيلة وبطونها منذ العصر الجاهلي ؛ ويبدو أن هذا الشيئ استمر معهم لوقتنا الحاضر ، ويمكن استنتاج هذا الأمر واستخلاص شواهده من عدة حوادث مذكورة بالمراجع كلها تدل على التنافر والحسد بين عشائر بجيلة على مر الأزمنة والعصور ؛ وهي أحد الأسباب التي أدت إلى تباين توجهات عشائر بجيلة وتفرقهم كما تشير المراجع ، وبوقتنا الحاضر نجد عدة شواهد تشي بإستمرار هذه الصفات السلبية ؛ فنرى مثلاً أن الرجل المميز والمبدع مذموماً بين ظهراني أهله وعشيرته وممدوحاً عند غيرهم من الغرباء مجسدين أهله بتصرفهم المثل القائل "مزمر الحي لا يطرب" ، فياترى ماهو التفسير المنطقي والمعقول لهذا التصرف من الأقرباء غير "الجين" الوراثي الذي أستنتجناه من قول الرجل للأمير خالد البجلي .

والملفت للنظر أنني تلقيت قبل أيام إميل من أحد الاخوان من عشائر بجيلة في العراق يؤكد أن "الجين البجلي" مازال متسيداً عندهم بشكل ملحوظ شانهم شأن عشائر وطوائف بجيلة الأخرى في بقاع المعمورة .