تمر عليها أحياناً جملة " ليتحرم به " في بعض المراجع ؛ وربما بعضنا لا يعرف معناها ولا القصد منها ، وبهذه المقالة سنبين معنى الجملة وموطن استخدامها .
المعلوم ان للعرب عادات وطقوس أندثر بعضها ؛ منها (التحرم) ، والتحرم يعني قيام الفرد بعمل معين لاتقاء قتله ؛ وهي عادة كانت تمارس في الجاهلية واستمرت حتى بعد الإسلام ، ففي الجاهلية كان كل من يحج إلى ذا الخلصة أهدى له شيئاً يتحرم به ممن يلقاه . وذو الخصلة صنم كانت تعبدة عدة قبائل منهم : بجيلة وخثعم وباهلة وغيرهم وهدمه الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن قصص ( التحرم ) المذكورة في المراجع نذكر الآتي :
1- في قصة المنافرة (التحكيم) في أيام الجاهلية بين جرير البجلي رضي الله عنه وخالد الكلبي تذكر المراجع : أصابت كلب رجلاً من بجيلة ، يقال له : مالك بن عتبة العادي البجلي من بني عادية بجيلة ، فوافوا به عكاظ ، فمر مالك البجلي بابن عم له يقال له القاسم بن عقيل البجلي يأكل تمراً ؛ فتناول من التمر شيئاً ليتحرم به .... الخ . ومحاولة مالك البجلي الأكل من تمر ابن عمه القاسم كان بغرض أن يصير في حرم لا يجرؤ أحد على قتله لأنه أكل من طعام ابن عمه القاسم بن عقيل البجلي .
2- تذكر المراجع ان لضمرة بن ضمرة النهشلي التميمي فرس تسمى " أثال" خرج عليها يوماً فوجد رجلاً يقال له (ذباب السلح) يرعى أبله في البرية ؛ فلما شاهد "ذباب" ضمرة توقع منه الشر ؛ فتلقاه "ذباب" بلبن من نياقه ليتحرم به ؛ أي ليتقي شر ضمرة .
3- وفي قصة مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه فان المراجع تذكر : دعا عثمان بوضوء فتوضأ وأخذ مصحفاً ووضعه في حجره ليتحرم به .... الخ .
هذه بعض الأمثلة عن " التحرم " ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته