المقصود بالعنوان تلك الصفات السائدة في عشائر وطوائف بجيلة سواء كانت صفات إيجابة أو سلبية ، ومما لا شك فيه أن هناك عدة صفات وسمات إيجابية كثيرة ومتنوعة متأصلة في أهل القبيلة وطوائفها ؛ لكن المنطق يحتم وجود صفات سلبية ؛ وبهذه المقالة سأتطرق لهذا الشق السلبي الذي ربما يتحاشاه أي بجلي تعصباً لأهله وعشيرته ؛ لكنني أرى الموضوع من زاوية مختلفة لأن معرفة السلبيات ستجعلنا نعمل على التخلص منها والارتقاء بالصفات الايجابية وإبرازها بشكل يطغى على السمات السلبية ؛ فكما يقال " نصف العلاج معرفة الداء " . والحقيقة أن فكرة هذه المقالة بدأت بعدما استوقفتني جملة (أميركم هذا الذي رفعته إمرته وحطته أسرته) الواردة في حادثة مذكورة في سيرة الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي (القصة موجود على الرابط التالي : اضغط هنا) .
فقلت في نفسى لماذا قال الرجل ذلك القول عن الأمير خالد البجلي ؛ فهل قوله ناتج من معرفته صفات البجليين عموماً أم أنها مسألة خاصة فقط بالأمير خالد وعشيرته ، لكنني من خلال بحثي ومطالعتي أمهات الكتب وجدت أن هناك شيئاُ ما بين السطور ينم عن عدم إنسجام وتوافق بين عشائر بجيلة وبطونها منذ العصر الجاهلي ؛ ويبدو أن هذا الشيئ استمر معهم لوقتنا الحاضر ، ويمكن استنتاج هذا الأمر واستخلاص شواهده من عدة حوادث مذكورة بالمراجع كلها تدل على التنافر والحسد بين عشائر بجيلة على مر الأزمنة والعصور ؛ وهي أحد الأسباب التي أدت إلى تباين توجهات عشائر بجيلة وتفرقهم كما تشير المراجع ، وبوقتنا الحاضر نجد عدة شواهد تشي بإستمرار هذه الصفات السلبية ؛ فنرى مثلاً أن الرجل المميز والمبدع مذموماً بين ظهراني أهله وعشيرته وممدوحاً عند غيرهم من الغرباء مجسدين أهله بتصرفهم المثل القائل "مزمر الحي لا يطرب" ، فياترى ماهو التفسير المنطقي والمعقول لهذا التصرف من الأقرباء غير "الجين" الوراثي الذي أستنتجناه من قول الرجل للأمير خالد البجلي .
والملفت للنظر أنني تلقيت قبل أيام إميل من أحد الاخوان من عشائر بجيلة في العراق يؤكد أن "الجين البجلي" مازال متسيداً عندهم بشكل ملحوظ شانهم شأن عشائر وطوائف بجيلة الأخرى في بقاع المعمورة .