تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الاثنين، 1 يونيو 2015

من أَمْثَال العَرَب : فلانٌ لا تُعْصَبُ سَلَماتُه

من أَمْثَال العَرَب في العزة والسمو قولهم : فلانٌ لا تُعْصَبُ سَلَماتُه ؛ ويضرب مَثَلاً للرَّجُلِ الشَّديد العَزِيز الَّذِي لا يُقْهَر ولا يُسْتَذَلُّ ؛ ومن ذلك قولُ الشَّاعر :

لا سمراتي يبتغيهن عاضد ** ولا سَلَمَاتِي في بَجِيلَة تُعْصَبُ

وقد أراد الشاعر الاستشهاد في بجيلة التي لا يقدر على قهرها وإذلالها أحد ؛ وهي صفة يشتهر بها أهل بجيلة حتى بوقتنا الحاضر .
---------------------------- 
العَصْبُ : الطَّيُّ الشَّديدُ واللَّيُّ ؛ ومنه شَدّ خُصْيَي (مُثَنَّى خُصْية) التَّيْس والكَبْش وغَيْرهما من البَهَائم شَدّاً شَديداً حتى يَسْقُطا ؛ ويقال : عَصَبْتُ التيسَ ، وأيضاً العَصْبُ : ضَمُّ ما تَفَرَّقَ مِنَ الشَّجَر بحَبْل وخَبْطُه لِيَسْقُطَ وَرقُه ، ورَوِيَ عن الحَجَّاج أَنَّه خَطَب الناسَ بالكُوفَة فقال : لأَعْصِبنَّكُم عَصْبَ السَّلَمَة .

والسَّلَمَة : شَجَرَةٌ من العِضاه ذاتُ شَوْك وورَقُها القَرَظُ الذي يُدبَغُ به الأَدَمُ ويَعْسُر خَرْطُ وَرَقِها لكَثْرَةِ شَوْكِها فتُعْصَبُ أَغصانُها بأَن تُجْمَع ويُشَدّ بَعْضُها إِلَى بَعْض بِحَبْلٍ شَدّاً شَدِيداً ثم يَهْصُرُها الخَابِط إِلَيْه ويَخبِطُها بعَصاه فَيَتَنَاثَر ورَقُها للمَاشيَة لمَنْ أَرادَ جَمْعَه ، وقيل : إِنَّمَا يُفْعَل بِهَا ذلِكَ إِذا أَرَادُوا قَطْعَها حتى يُمْكنَهم الوُصُولُ إِلَى أَصْلِها .