كاظمة : منطقة تاريخية تقع ضمن الأراضي الشمالية لدولة الكويت كان لها تاريخ حافل على مر الأزمنة والعصور ، وامهات الكتب والمراجع تذكر بان كاظمة وماجاورها كانت منطقة معمورة وسكنتها بعض بطون بجيلة وطوائفها منذ القدم ؛ منهم بعض نوافع بجيلة وقوم جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه . وفي العصور المتأخرة ؛ ورد ذكر كاظمة في العديد من الخرائط التاريخية ؛ وكلها تدل على أنها منطقة مأهولة بالسكان حتى عهد قريب نسبياً ؛ منها خريطة عام 1550م التي ظهرت فيها منطقة كاظمة باسم (Kadma) ووضع بجانب الاسم رمز يدل على أنها بلدة أو منطقة مأهولة وذات شأن بذلك الزمان ، وفي الخرائط التاريخية اللاحقة ذكرت كاظمة باسم (Cathema) وذكر ميناء كاظمة باسم (Portus Cathema) .
أما الرحالة الدنماركي كارستن نيبور (Carstein Neibuhr) الذي زار منطقة الخليج في 1765م ؛ فيقول عن بلدة الكويت مايلي :
كويت أو قرين (Koueit or Graen) كما يسميها الفرس والأوربيون تعتبر ميناء بلدة ساحلية تبعد ثلاثة أيام من الزبير (Zobejer) أو البصرة القديمة ، ويعيش السكان على تجارة صيد السمك والغوص على اللؤلؤ ، ويعمل في هذه الصناعة أكثر من 800 سفينة في الفصول المناسبة من العام ، وتترك هذه البلدة مهجورة تقريباً حيث يتوجه الكل إما لصيد السمك أو في مغامرة تجارية (يقصد السفر الشراعي) ، ويحكم القرين شيخ من قبيلة (Otbema) وهو تابع لشيخ الإحساء (Schiech of Lachsa) ، وأحياناً يطمح في الاستقلال ، وفي هذه الحالة يقوم شيخ الإحساء بمهاجمته بجيشه ، فيلجأ سكان القرين مع أمتعتهم إلى جزيرة فيلكا (Feludsje) الصغيرة ، وبالقرب من القرين توجد بقايا قلعة برتقالية . أهـ