تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

ترجمة : عريب دار (عريبدار)

عريب دار (عريبدار) ، هو لفظ كان يطلق على بعض العشائر والطوائف العربية التي إستوطنت مناطق أرض الكويت وماجاورها منذ قديم الزمان ؛ حيث يقول صاحب الموسوعة الكويتية بان العريبدار هم عشائر عربية نصف متحضرة ؛ وحياتهم مزيج من المدنية والبداوة ويسكنون القرى ، ويحترفون الصيد والغوص والمسابلة والفلاحة البسيطة ، وهم من قبائل جزيرة العرب ؛ ويتألفون من عدة طوائف ؛ وهم أول من أستوطن الكويت .

ولفظ (عريب دار) يتألف من كلمة (عريب) وأضيفت إليها كلمة (دار) ؛ فصارت (عريب دار) ، والثابت في مراجع اللغة العربية أن كلمة (عريب) هي تصغير كلمة عَرَبِ ، وكان العرب قديماً يستخدمون كلمة (عريب) في أمثالهم وأشعارهم ؛ حيث يقال بالامثال : ما بالدار عريب ؛ بمعنى : ما بالدار أَحد . ووردت كلمة (عريب) أيضاً في بعض أشعار العرب القديمة ؛ كقول الشاعر أبو الهِنْدِيّ :
( ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْــبِ * لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ )1

وأيضاً ضمن قصيدة القعقاع بن عمرو التميمي بعد معركة ذات السلاسل في كاظمة ؛ والتي يقول فيها :
( صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا * إلى الريف من أرض العريب المقانف )

ومن جانب آخر ؛ الثابت بالمراجع أن كلمة (دار) كانت تضاف بالماضي لكثير من الكلمات ؛ فكان يطلق أسم حكمدار (حكم دار) على حاكم المنطقة أو الإقليم ، ويقال (دفتردار) لمسؤول تسجيل الأراضي (السجل العقاري) .... الخ .
ويقول السعيدان صاحب الموسوعة الكويتية ؛ أن رئيس قافلة الحجاج يسمى (حملة دار) ، وكان يقال لأمير البحر والغوص (سردار) ، ويقال لرافعة شراع السفينة (العبيد دار) ، وأضاف السعيدان بان (الفاودار) هي نفسها منطقة (الفاو) العراقية المعروفة اليوم .
لذلك ؛ يبدو أن لفظ (عريب دار) هو دمج كلمة (عريب) مع كلمة (دار) في لفظ واحد ، فصارت تنطق : عريبدار (عريب دار) ؛ والله أعلم .
---------------------------------------------
1 المَكْن : بَيْضُ الضَّبَّةِ والجَرادَةِ ونحوِهما ، وأَمْكَنَتْ فهي مُمْكِنٌ : إذا جَمَعَتِ البَيْضَ في جوْفِها ؛ والجَرادَةُ كذلِكَ . وقالَ الكِسائيُّ : أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جَمَعَتْ بَيْضَها في بطْنِه .

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

جزيرة فيلكا

هي جزيرة كويتية لها تاريخ حافل ، وكانت قبل الميلاد تسمي إيكاروس ؛ وهي مستعمرة يونانية وميناء تجاري هام بذلك الوقت ، وفي القرن السادس عشر الميلادي عرفت بأسم جزيرة داجوادا (I. Dagoada) كما بخريطة عام 1596م لجان لنشوتن ، ثم صارت تذكر بأسم أجوادا (Agoada) أي جزيرة الماء كما بخريطة سلوت (SLOT) لعام 1660م . وبخريطة فان كيلين لعام 1753م ، وخريطة عام 1758م وغيرهما ، ظهرت جزيرة فيلكا بأسم أجوادا (Agoada) مرادفاً للتسمية البرتغالية الجديدة ، وهي بيلجا (Peluche) أو فيلدجا (Feludsje) ، وهي بمعني : جزيرة السعادة .
ثم أختفى أسم أجوادا (Agoada) كما بخرائط الثلث الأخير من القرن الثامن عشر ، وصارت تذكر بأسم بيلجا أو فيلدجا (.Peluche or Feludja I) كما بخريطة عام 1794م .
وأستمر إستخدام أسم بيلجا أو فيلدجا بخرائط القرن التاسع عشر كما بخريطة الألماني كال ريتر لعام 1818م التى ظهرت بأسم فيلدج (I. Feladj) ، ودونت بخريطة عام 1840م ، وأيضاً خريطة عام 1856م لهول بري (Hall Buryباسم جزيرة فيلجا (.Pheleche I) .

والثابت بالمراجع أن جزيرة فيلكا كانت تتمتع بنظام إجتماعي وكيان سياسي مستقل جعلها ملجأ للناس ، حيث يقول الحمداني في بحثة المتعلق بإمارة آل مغامس العربية بالبصرة ، بان سياسة الأمير يحيى بن فضل وضعته في حالة خلاف مع أعيان البصرة ، فقام فريق منهم بترك البصرة ومغادرتها بسفنهم ليستقروا بجزيرة فيلكا في عام 1545م ، وهو أمر يؤكد ان جزيرة فيلكا بذلك العهد كانت ملاذاً للناس وذات كيان مستقل .

ولوريمر صاحب كتاب (دليل الخليج) يصف جزيرة فيلكا كالتالي : يتراوح سكان فيلكا بين 200 إلى 500 ، وتوجد الآن على الساحل الشمالي الغربي المواجه لمسجان قرية واحدة فقط تسمى (زور) ؛ وهي نقعة أو ميناء صعب لرسو المراكب ؛ ولدى الأهالي حوالي 70 أو 80 سفينة صغيرة وهي أصغر من مراكب مدينة الكويت ، ويوجد خلف ميناء الزور مكان صحراوي يسمى سعيدي  ؛ وفي نفس الأتجاه توجد قرية قرينية التي بها منزل لجابر الإبن الأكبر للشيخ مبارك حاكم الكويت ؛ وهذا هو المكان الوحيد المعمور بالجزيرة باَلإضافة إلى (الزور) ؛ وأهالي الزور في السناكب صيادو أسماك ولكن البعض يغوصون على اللؤلؤ ، وهم من أصل مختلط ، ويقال إن أغلبهم جاءوا من جزيرة خارج ؛ والبعض منهم من الفاو ومنطقة الهندية وحتى من عمان ، وهم متدينون ومنظمون وتغلب عليهم الخرافة والخيال ، وأحوالهم عموماً سيئة (أنتهى) .

ويقول نيبور بان جزيرة فيلكا كانت ملاذاً لأهل الكويت الأوائل ؛ حيث ذكر في عام 1765م مايلي : كويت أو قرين (Koueit or Graen) كما يسميها الفرس والأوربيون تعتبر ميناء بلدة ساحلية تبعد ثلاثة أيام من الزبير أو البصرة القديمة ، ويعيش السكان على تجارة صيد السمك والغوص على اللؤلؤ ، ويعمل في هذه الصناعة أكثر من 800 سفينة في الفصول المناسبة من العام ، وتترك هذه البلدة مهجورة تقريباً حيث يتوجه الكل إما لصيد السمك أو في مغامرة تجارية ، ويحكم القرين شيخ من قبيلة (Otbema) وهو تابع لشيخ الإحساء ، وأحياناً يطمح في الاستقلال ، وفي هذه الحالة يقوم شيخ الإحساء بمهاجمته بجيشه ، فيلجأ سكان القرين مع أمتعتهم إلى جزيرة فيلكا (Feludsje) الصغيرة ، وبالقرب من القرين توجد بقايا قلعة برتقالية .

ويقول الشملان في كتاب (تاريخ الغوص على اللؤلؤ) : إن العتوب بعدما هاجروا من قطر ، سكنوا الصبية ، فلم تلائمهم الحياة فيها ، فغادروها إلى جزيرة فيلكا وسكنوها مدة من الزمن ، ثم غادروا فيلكا إلى ساحل الكويت ، فتأسست مدينة الكويت حوالى عام 1712م ، وهو تاريخ بناء البيوت الحجرية في المدينة .
وتجدر الإشارة إلى أن المراجع تذكر ان معركة الرقة التاريخية وقعت بمنطقة قرب جزبرة فيلكا يقال لها (الرقة) ؛ وهي معركة بحرية دارت بين أهل الكويت الأوائل وعشيرة بني كعب بحدود عام 1780م .