تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

ترجمة عشيرة المشاهدة

المشاهدة : اسم عشيرة بصيغة الجمع ، ويقال للمنتسب إليها (مشهدي) أو (مشاهدي) ، وهي قبيلة منتشرة في جزيرة العرب والعراق والشام وغيرها ، وبطونها كثيرة ومتشعبة ؛ وبعضهم يقيم في (أوثيثية) بنجد وتعدهم المراجع من الوهبة من بني تميم العدنانية .
وقد ورد في المراجع ذكر عدة بطون وعشائر بهذا الأسم ، منهم العشيرة التي ذكرها البغدادي* وعدهم من السادة الأشراف وقال الآتي :  ومن اشرف عشائر العراق (النعيم) فانهم سادات ومن اشرفها المشاهدة وكذا منهم الحياليون فهؤلاء الثلاث سادات . وأضاف البغدادي : وجميع ماذكرنا من العشائر المذكورة فهم من اهل السنة والجماعة ، واكثرهم على مذهب الامام الشافعي إلا عنيز (يقصد عنزة) وشمر والضفير (يقصد الظفير) فانهم على مذهب الامام مالك . أ هـ

أما العزاوي في كتابة فقال أن المشاهدة عشيرة عراقية من السادة الأشراف ، وهي تسكن بشمال بغداد بالمكان المعروف بأسمها (المشاهدة) ، ومنهم من يسكن قرب الجديدة بالجانب الشرقي من دجلة ، ومنهم بمنطقة التاجي ، وبعضهم يسكنون في الرحبة مع قبيلة العقيدات ، والذين بسوريا يسكنون أيضاً مع قبيلة العقيدات التي في سوريا ، وهي عشيرة نزحت من مكان يقال له (مشهد الحجر) في أنحاء عانة الواقعة على الفرات بعد الحديثة وقريبة من الحدود السورية ، وكل (المشاهدة) ، سواء اللذين في العراق أو سوريا ، كلهم بالأصل من ذلك المكان الذي يعرف بأسم (مشهد الحجر) ، وفروع المشاهدة كثيرة ومتعددة ، منهم : البوحسن ؛ والبوياسين ؛ والبوسرور ؛ والبوإسماعيل ، وآخرون غيرهم .

والجدير بالذكر ، فقد ذكر العزاوي عشيرة أخرى يقال لها (المشاهدة) ، وقال بان بعضهم يقيم قرب الموصل في ناحية حمام علي ، وبعضهم رحالة ، وقال بانهم يعدون من عشائر (خلفة مشهد) من قبيلة (العبيد) التي بالأصل أحدى قبائل (زبيد الأصغر) القحطانية .

والملاحظ بان أسماء الفرق بعشيرتي (المشاهدة) متماثلة ومكررة ، ويبدو أن العشيرتين هما بالأصل عشيرة واحدة لكن أماكن سكناهم مختلفة ، فأعتبرهم العزاوي عشيرتين مختلفتين (والله أعلم) .
---------------------------
* البغدادي هو صاحب كتاب : عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد - تأليف العلامة فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري البغدادي - كتبه سنة 1286 هـ .


الأربعاء، 1 أغسطس 2018

قبيلة السعيد وأخطاء العزاوي

في المراجع هناك عدة قبائل تحمل اسم (السعيد) منها القبيلة التي من بطونها النوافع وآل راشد والبوجمعة الذي منه فرع يقال له (البوياسين) ، وهي واحدة من القبائل التي لم يتمكن العزاوي من رفع نسبها لقبيلتها الأم وأكتفى بالترجيح أنها ربما تنحدر من قبائل (زبيد) القحطانية التي قدمت إلى العراق من بلاد الشام رغم أنه قال بأنها عشيرة مستقلة بذاتها وغير تابعة لرئاسة (زبيد) العامة بالعراق ولا منقادة لعشيرة زبيدية أخرى . وأضاف العزاوي بأن العشائر الزبيدية قدمت العراق منذ بداية الفتح الإسلامي عندما ورد العراق الأمير عبدالله بن جرير البجلي (أخطأ بالأسم) بقبائل بجيلة ومذحج التي تنحدر منها قبائل زبيد القحطانية ، وقال بأن هذه العشائر لحقتها تطورات عديدة ، وبطول الزمن تبدلت فأصابتها عدة تحولات ، فأكتسبت أسماء جديدة أو إنها ذابت في المدن فلم تعد تعرف بجيلة ومذحج وبقيت قبائل حاضرة تنسب إلى قبيلة زبيد القحطانية .


وطبقاً لأمهات كتب النسب والمراجع فأن العزاوي وقع بعدة أخطاء فادحة ، منها الآتي :

1- أخطأ العزاوي باسم الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه الذي قاد بعض بطون بجيلة بفتح بلاد العراق ، عندما قال ان اسمه (عبدالله بن جرير البجلي) وهو اسم أحد أبناء الصحابي جرير رضي الله عنه ، والأبن (عبدالله) لم يكن صحابياً ولا أميراً .
  
2- الثابت بالمراجع ان الصحابي جرير البجلي رضي الله عنه قدم العراق على رأس بعض بطون بجيلة فقط وليس كقول العزاوي الذي شمل أيضاً قبيلتي مذحج وزبيد القحطانيتين .
  
3- الثابت بالمراجع بأن قبيلة (زبيد) لا تنحدر من قبيلة بجيلة كما يقول العزاوي ، بل هي تنحدر من قبيلة سعد العشيرة المذحجية التي منها (بجيلة بنت صعب) التي تزوجها أنمار القحطاني وأشتهر أولاده منها بأسم أمهم بجيلة ، وبإعتقادنا من هنا جاء اللبس عند العزاوي .
  
4- عندما لم يتمكن العزاوي من رفع نسب كثير من القبائل العراقية المعاصرة (الحاضرة) ، أدعى ان نسبها يعود لقبائل زبيد وأهمل قبيلتي بجيلة ومذحج ، وذلك بسبب - حسب قوله - ان جميع هذة العشائر لحقتها تطورات عديدة واكتسبت أسماء جديدة .
وبرأينا يفترض التحولات التي أصابت قبيلتي بجيلة ومذحج كما يقول يفترض أن تصيب أيضاً قبيلة زبيد ، فلماذا اقتصر العزاوي التحولات والتطورات على قبيلتي بجيلة ومذحج دون قبيلة زبيد ؟ ، خصوصاً عندما نعلم بان هناك بطن من بجيلة يقال له (أبا سعيد) ذكره الكلبي وقال هم : أبا سعيد بن عوف بن أسلم بن أحمس بن الغوث البجلي ، وهو بطن صغير مغمور لم يشتهر ولم نجد منه مشاهير في المراجع ، وهناك أيضاً الأمير سعيد بن خالد بن عبدالله القسري البجلي الذي أستقر ببلاد الشام مع أهله وقومه البجليين بعد أن أفرج هشام بن عبدالملك عن والده الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي الذي كان والي العراقين . علماً أن هناك افخاذ وبطون معاصرة من قبيلة بجيلة يقيمون بالعراق ولم يتطرق لهم العزاوي بكتابه ومازالوا يحملون بأوراقهم الرسمية اسم (البجلي) .
من المؤكد أن أخطاء العزاوي وتخميناته بشأن نسب بعض العشائر العراقية ستفتح الباب أمام تخمينات أخرى ربما تكون أكثر دقة من تخمينه وترجيحه ، فمثلاً بشأن نسب قبيلة (السعيد) المذكورة ، فربما تكون  القبيلة تألفت من تحالف عدة بطون مختلفة النسب شأنها شأن كثير من القبائل الحاضرة ، وبهذة الحالة لا يمكن رفع نسب القبيلة كلها لكن يمكن رفع نسب كل بطنٍ على حدى ؛ فمثلاً ربما يكون نوافع السعيد هم بالأصل من نوافع قبيلة بجيلة القحطانية (والله أعلم) .
هذا تحليلي المتواضع بشأن رفع نسب قبيلة (السعيد) القحطانية المقيمة في العراق والشام ، والله أعلم .