تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الأحد، 15 يوليو 2018

صحابيان بجليان لهما نفس اسم الشهرة (الكنية) : أبو حازم الأحمسي البجلي

تذكر المراجع أن هناك صحابيان من بجيلة يشتهران بنفس الكنية ؛ وهي : أبي حازم الأحمسي البجلي ؛ والثابت في المراجع أنهما صحابيان جليلان من بطن أحمس من قبيلة بجيلة ؛ وبسبب تشابه الكنى والنسب لكل منهما ألتبس الأمر على بعض العامه معتقدين أن صاحب الكنية شخص واحد بينما هي لشخصين مختلفين ينتسبان لنفس البطن البجلي الرئيسي ويختلفان في عمود النسب  .

فالثابت أن الصحابي الأول هو : صخر بن هلال بن العيلة بن عبدالله بن ربيعة بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث البجلي ؛ وكنيته أبو حازم وقد روي عنه أربعة أحاديث في كتب الصحاح ، وهو الذي خاصمه قوم من قبيلة بني سليم عند الرسول ﷺ في أرضهم التي تركوها حين جاء الإسلام ، فأخذها صخر بن هلال البجلي ، وبعدما أسلموا طلب منه الرسول ﷺ ردها إليهم وقال ﷺ إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وماله . وعن اسم (العيله) قيل : هو اسم أمه .

أما الصحابي الثاني فهو : عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لوئ بن رهم بن معاوية ين أسلم بن أحمس بن الغوث البجلي ، وكنيته أبو حازم* وهو والد الفقيه والمحدث المعروف قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي . والجدير بالذكر فان صاحب "تاج العروس" ذكره بأسم : عوف بن الحارث بدلاً من :  عوف بن عبد الحارث .
--------------------------------------------------------
* قيل أن (حازم) قتل في معركة (صفين) سنة ٣٧هـ ، أما أخوه (قيس) فهو يعد من طبقة (كبار التابعين) وروى عن كبار الصحابة وله أكثر من ٢٧٠ حديث شريف ويعتبر من أجود الناس إسناداً ، وسكن الكوفة ؛ وشارك بمعارك اليرموك والقادسية وغيرهما ، وتوفى قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي في سنة ٩٨هـ وقد جاوز عمره المائة سنة . وتجدر الإشارة إلى أن بنو أحمس هم من بطون قبيلة بجيلة الكبيرة والشهير بالفروسية والقتال ؛ وهم أصحاب خيل كما ورد بالحديث الشريف التالي :
حدثنى قيس قال قال لى جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال لى رسول الله ﷺ ألا تريحنى من ذى الخلصة وكان بيتاً فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت فى خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبى ﷺ أنى لا أثبت على الخيل فضرب فى صدرى حتى رأيت أثر أصابعه في صدرى فقال اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبى ﷺ يبشره فقال رسول جرير لرسول الله ﷺ يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات .


الأحد، 1 يوليو 2018

قبائل الجن

حكى لنا الرواة والرحالة العرب في أسفارهم ورحلاتهم في نواحي جزيرة العرب ؛ حكوا عن الجن والغول والسعالي التي تعترضهم في الفيافي والصحاري وتلاحقهم في الأودية والجبال ، وقالوا أن للجن قبائل وعشائر تتخذ من الأودية والجبال موطناً لها ؛ وأضافوا أن بعض أودية الحجاز وجبالها كانت مأهولة بقبائل من الجن ورد ذكرهم في الأشعار والمؤلفات بأيام الجاهلية وأيضاً بعد الإسلام .
وقالوا أن جبل "خنوقة" موطن قبيلتين من الجن ؛ الأولى تُسمى "بنو مالك" وهي مسلمة لا تؤذي أحداً ، والثانية تُسمى "بنو الشيصبان" وهي كافرة لا يسلم من شرها المسافرون والرُحل .
وقالوا أيضاً أن "وادي عبقر" مأهول بأمة من الجن ؛ لذلك كثر الحديث عنه في رواياتهم وصاروا ينسبون إليه كل شخص ذكي ؛ فيقولون فلان "عبقري" نسبة إلى وادي عبقر . علماً أن أحد بطون بجيلة الرئيسية وهو (سعد) لُقب باسم : عبقر ؛ أنظر موضوع (وادي عبقر) .
والغريب أن هذه الخرافات مازالت موجودة ويتداولها بعض الناس فيما بينهم لدرجة أن البعض أعتبر أن أم قبيلة بجالة البجلية(1) جنية تُسمى برقة ؛ ويروون عن هذه الخرافة حكايات وأساطير ؛ وقد تصدى لهذه الخرافات الشيخ جبر بن عطية البجالي البجلي وفند تلك الأقاويل والروايات وأثبت عدم صحتها وشرعيتها في بحث موسع منشور .
-------------------------------------
(1) قبيلة بجالة حسب الكتب هي أحدى قبائل بجيلة الأنمارية ؛ ويقول الكلبي هم : بنو بجالة بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن أفصي بن نذير بن قسر بن عبقر البجلي الأنماري .