الملاحظ أن بعض المتطفلين على البحث العلمي يربطون الهوية والنسب بالموطن والسُكنى ؛ ويستخدمون هذا الربط الخاطئ في تحديد أنساب الناس وهويتهم ؛ فحسب هذه النظرية الخاطئة يجب يكون سكان منطفة كاظمة مثلاً كلهم من بني تميم أو بني شيبان ؛ وهو قول لا يعقل ولا يتوافق مع المنطق السليم ولا تؤيده أمهات الكتب والمراجع التي تبين أن كل منطقة وبلدة يعيش فيها خليط من عدة قبائل وإن غلب عليها نسب قبيلة معينة في عهد من العهود ، لذلك نجد أمهات الكتب والمراجع تذكر أن الصحابي جرير بن عبدالله البجلي وقومه سكنوا كاظمة في قديم الزمان ، وأستوطن بعض نسل الصحابي منطقة البصرة وماجاورها ؛ وبعضهم أستقروا في مدن بإقليم الأحواز ؛ مثل بلدة تستر التي منها المحدث : الحسين بن أدريس البجلي الجريري التستري ؛ وبلدة همدان التي منها : أبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي الجريري الهمداني ؛ وغيرهم .
ومن ناحية أخرى ؛ فلو طبقنا ذلك القول الخاطئ على علماء المسلمين لأصبحوا ليسوا عرباً لأنهم سكنوا بخارى ونيسابور وسجستان وغيرها من البلدان ذات الغالبية الغير عربية أيام الدولة الإسلامية الكبرى بينما الحقيقة انهم ينتمون لأعرق القبائل العربية* مثل الأزد وسعد العشيرة وغيرها لكنهم سكنوا تلك البلاد التي كانت جزء من الدولة الإسلامية الكبرى في زمنهم وأيامهم .
وخلاصة القول فأن مايردده أولئك المتطفلين على البحث العلمي لا يستقيم مع المنطق السليم ولا مع المدون في بطون أمهات الكتب والمراجع .
--------------------------------------------------
* الإمام البخاري صاحب كتاب (صحيح البخاري) هو من قبيلة جعفي المذحجية ؛ وكذلك الإمام مسلم النيسابوري صاحب كتاب (صحيح مسلم) فهو من قبيلة بنو قشير المذحجية ؛ والإمام ابو داود السجستاني صاحب كتاب (سنن ابو داود) فهو من قبيلة الأزد العريقة ، وغيرهم كثير بامهات الكتب والمراجع .