تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الاثنين، 15 يناير 2018

ذو الإصبع العدواني

هو أحد قبيلة عداون* القيسية واسمه " حرثان " وقد سمي ذا الإصبع لأن حية نهشته في إصبعه فقطعها ؛ وقيل : سمي لأنه كانت له في رجله إصبع زائدة ، وذو الإصبع هو القائل :


لِيَ ابنُ عَـمٍّ على ما كـانَ من خُلُـــقٍ ** مُحاسِــــدٌ لـيَ أقـلـيــه ويَقْـلِـينـــي
أَزْرَى بِنـا أَنَّنـــا شــــــــالَتْ نَـعـامَـتُـنـا ** فخـــــالَنــي دُونَــهُ بَلْ خِـلْـتُــــهُ دُونـــي
إِنَّكَ إِلاَّ تَدَعْ شَتْمِي ومَنْـقَـصَـتـي ** أَضْرِبْكَ حَيْثُ تَقُولُ الهامَةُ اسْقُوني
إِني لَعَمْرِيَ ما بَيْتــي بـذِي غَـلَـــقٍ ** على الصَّــدِيقِ ولا خَــــيْري بمَمْنُـونِ
ولا لِساني على الأَدْنَى بمُنْـبَـسِــــطٍ ** بالفاحِشــــاتِ ، ولا فَتْكِي بـمَـأْمُـونِ
لا يُخْــــرِجُ الكَــــرْهُ مِنــي غَيْرَ مَـــأْبِـيَةٍ ** ولا أَلِــــينُ لِمَــنْ لا يَبْتَـغِـي لِـينِـــي

ويحكى عن ذو الإصبع أنه رجلاً غيوراً وكانت له أربع بنات لم يزوجهن بسبب غيرته ؛ وفي أحد الأيام سمع حديثهن ؛ عندما قالت الكبيرة :
ألا ليت زوجي من أناسٍ ذوي غنىً ** حديث الشباب طيب النشر والذكر
وقالت الثانية :
ألا ليته يغطي الجـمـال بـديئة ** له جفنة يشقى بها النيب والجزر
فقالت الثالثة :
عليماً بأدواء النساءِ ورهطهُ ** إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدي
فقالت الصغرى :
زوج من عود خيرً من قعود ؛ فصار قولها مثلاً يضرب .
------------------------------------------
*عدوان قبيلة قيسية عدنانية تتفرع منها عدة عشائر أمهم عمرة بنت سعد بن عبدالله البجلي الشهيرة بأم خارجة البجلية .

الاثنين، 1 يناير 2018

من الأمثال الشهيرة : أجود من حاتم

المقصود حاتِمٌ الطائيُّ الذي يُضْرَب به المَثَلُ في الكرم والجُود ، وهو حاتِمُ بنُ عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَجِ ؛ كان جواداً شجاعاً شاعراً مظفراً ، إذا قاتل غلب ، وإذا غنم نهب ، وإذا سئل وهب ، وإذا ضرب بالقداح سبق ، وإذا أسر أطلق ، وإذا أثرى أنفق . ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بأرض عنزة ناداه أسير لهم : يا أبا سفانة أكلني الأسار والقمل ، فقال حاتم : ويحك ما أنا في بلاد قومي ، وما معي شيء وقد أسأتني إذ نوهت بإسمي ومالك مترك ، ثم ساوم به العنزيين واشتراه منهم فخلاه ، وأقام مكانه في قده حتى أتى بفدائه فأداه إليهم . ومن حديثه أن ماوية امرأة حاتم حدثت أن الناس أصابتهم سنة فأذهبت الخف والظلف ، فبتنا ذات ليلة بأشد الجوع ، فأخذ حاتم عدياً ، وأخذت سفانة فعللناهما حتى ناما ، ثم أخذ يعللني بالحديث لأنام ، فرققت له لما به منه الجهد فأمسكت عن كلامه لينام ويظن إني نائمة ، فقال لي : أنمت مراراً ، فلم أجبه ، فسكت ، ونظر من وراء الخباء فإذا شيء قد أقبل ، فرفع رأسه ، فإذا امرأة تقول : يا أبا سفانة أتيتك من عند صبية جياع ، فقال : أحضريني صبيانك فوالله لأشبعنهم ، قالت : فقمت مسرعة ، فقلت له : بماذا يا حاتم فوالله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل ، فقام إلى فرسه فذبحه ، ثم أجج ناراً ودفع إليها شفرة وقال : اشتوي وكلي وأطعمي ولدك ، وقال لي : أيقظي صبيتك ، فأيقظتهما ، ثم قال : والله أن هذا للؤم أن تأكلوا وأهل الصرم حالهم كحالكم ، فجعل يأتي الصرم بيتاً بيتاً ويقول : عليكم النار ، فاجتمعوا وأكلوا ، وتقنع بكسائه وقعد ناحية حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير ولم يذق منه شيئاً . وزعم الطائيون أن حاتماً أخذ الجود عن أمه غنية بنت عفيف الطائية ، وكانت لا تبقي شيئاً سخاء وجوداً .