تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الخميس، 15 يونيو 2017

من أمثال العرب : أشهى من كلبة بني أفصى

أشهى من كلبة بني أفصى ؛ هو مثل قديم يضرب في شدة شهوة الطعام ، وقصة المثل هي أن كلبة لبني أفصى بجيلة أتت قدراً لهم قد نضج مافيها فصار كالقطر حرارة فأدخلت رأسها في القدر فنشب رأسها فيها واحترقت ؛ فضربت برأسها الأرض فكسرت الفخارة لكن بعد أن تشيط رأسها ووجهها ؛ فضرب الناس بها المثل في شدة شهوة الطعام .
وبني أفصى هي واحدة من قبائل بجيلة الكثيرة ؛ وهم : بنو أفصى بن نذير بن قسر بن عبقر البجلي الأنماري ، تتفرع من بني أفصي عدة قبائل وعشائر أخرى كقبيلة بجالة البجلية المعاصرة وغيرها . وقبيلة بنو أفصى البجلية هم الذين قال فيهم الشاعر عمرو بن الخنارم العشيري الجشمي البجلي الأبيات التالية :

ألا من كان مغتربا فإني ** لغربته على أفصى دليل
يغنون الغني علـى غناه ** ويثرو في جوارهم القليل


الخميس، 1 يونيو 2017

الشاعر جرير يمدح الأمير خالد وقبيلته

تذكر المراجع بان الشاعر الفرزدق أعتاد على هجاء الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي والي العراق أيام الدولة الأموية ، وفي أحدى المرات تصدى الشاعر جرير بن عطيه الخطفى التميمي للفرزدق وقام بالرد بقصيدة أمتدح فيها الأمير خالد بن عبدالله البجلي وأسلافه من آل صعب البجليين ، وكتب النسب تقول بان آل صعب البجليين هم : بنو صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن أفصي بن نذير بن قسر بن عبقر البجلي ، وتنقسم قبيلة بنو صعب البجلية لعدة قبائل وطوائف ؛ منهم قبيلة الأمير خالد بن عبدالله البجلي ؛ وقبيلة بجالة البجلية المعاصرة ؛ ومنهم أيضاً النوافع البجليين أهل دولة الكويت وغيرهم . وقصيدة الشاعر جرير التميمي التي رد فيها على هجاء الشاعر الفرزدق كالتالي :

لعل فراق الحي بالبين عامدي * عشية قارات الرحيل الفوارد
لعمر الغواني ما جزين صبابتي * بهن ولا تحبير نسج القصائد
رأيت الغواني مولعات بذي الهوى * بحسن المنى والخلف عند المواعد
لقد طال ما صدن القلوب بأعين * إلى قصب زين البرى والمعاضد
وكم من صديق واصل قد قطعنه * وأفتن من مستحكم الدين عابد
أتعذر إن أبديت بعد تجلد * شواكل من حب طريف وتالد
فإن التي يوم الحمامة قد صبا * لها قلب تواب إلى الله ساجد
ونطلب ودا منك لو نستفيده * لكان إلينا من أحب الفوائد
فلا تجمعي ذكر الذنوب لتبخلي * علينا وهجران المدل المباعد
إذا أنت زرت الغانيات على العصا * تمنيت أن تسقى دماء الأساود
أعف عن الجار القريب مزاره * وأطلب أشطان الهموم الأباعد
لقد كان داء بالعراق فما لقوا * طبيبا شفى داءهم مثل خالد
شفاهم بحلم خالط الدين والتقى * ورأفة مهدي إلى الحق قاصد
فإن أمير المؤمنين حباكم * بمستبصر في الدين زين المساجد
وإن ابن عبد الله قد عرفت له * مواطن لا تخزيه عند المشاهد
وأبلى أمير المؤمنين أمانة * وأبلاه صدقا في الأمور الشدائد
إذا ما أراد الناس منا ظلامة * أبى الضيم واستعصى على كل قائد
وكيف يروم الناس شيئا منعته * لها بين أنياب الليوث الحوارد
إذا ما لقيت القرن في حارة الوغى * تنفس من جياشة ذات عاند
وإن فتن الشيطان أهل ضلالة * لقوا منك حربا حميها غير بارد
إذا كان أمن كان قلبك مؤمنا * وإن كان خوف كنت أحكم ذائد
حميت ثغور المسلمين فلم تضع * وما زلت رأسا قائدا وابن قائد
تعد سرابيل الحديد مع القنا * وشعث النواصي كالضراء الطوارد
وإنك قد أعطيت نصرا على العدا * ولقيت صبرا واحتساب المجاهد
إذا جمع الأعداء أمر مكيدة * لغدر كفاك الله كيد المكايد
وإنا لنرجو أن ترافق عصبة * يكونون للفردوس أول وارد
تمكنت من حيي معد من الذرى * وفي اليمن الأعلى كريم الموالد
وما زلت تسمو للمكارم والعلا * وتعمر عزا مستنير الموارد
إذ عد أيام المكارم فافتخر * بأيامك الشم الطوال السواعد
وكم لك من بان رفيع بناؤه * وفي آل صعب من خطيب ووافد
يسرك أيام المحصب ذكرهم * ويوم مقام الهدي ذات القلائد
بنيت المنار المستنير على الهدى * فأصبحت نورا ضوؤه غير خامد
بنيت بناء لم ير الناس مثله * يكاد يوازى سوره بالفراقد
وأعطيت ما أعيى القرون التي مضت * فنحمد مولانا ولي المحامد
لقد كان في أنهار دجلة نعمة * وحظوة جد للخليفة صاعد
عطاء الذي أعطى الخليفة ملكه * ويكفيه تزفار النفوس الحواسد
فإن الذي أنفقت حزما وقوة * تجيء بأضعاف من الربح زائد
جرت لك أنهار بيمن وأسعد * إلى زينة في صحصحان الأجالد
ينبتن أعنابا ونخلا مباركا * وحبا حصيدا من كريم الحصائد
إذا ما بعثنا رائدا يطلب الندى * أتانا بحمد الله أحمد رائد
فهل لك في عان وليس بشاكر * فتطلقه من طول عض الحدائد
يعود وكان الحنث منه طبيعة * وإن قال إني معتب غير عائد
فلا تقبلوا ضرب الفرزدق إنه * هو الزيف ينفي ضربه كل ناقد
ندمت وما تغني الندامة بعدما * تطوحت من صك البزاة الصوائد
فكيف نجاة للفرزدق بعدما * ضغا وهو في أشداق أغلب حارد
يلوي استه مما يخاف ولم يزل * به الحين حتى صار في كف صائد
بني مالك إن الفرزدق لم يزل * كسوبا لعار المخزيات الخوالد
وإنا وجدنا إذ وفدنا عليكم * صدور القنا والخيل أنجح وافد
ألم تر يربوعا إذا ما ذكرتها * وأيامها شدوا متون القصائد
فمن لك إن عددت مثل فوارسي * حووا حكما والحضرمي بن خالد

*****