تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الخميس، 15 ديسمبر 2016

من الأمثال : لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

عنوان موضوعي مأخوذ من مثل أو قول يستخدم عندما تكون الصورة الحقيقية لشخص ما مخالفة تماماً للصورة الذهنية عنه ؛ وتذكر المراجع أن هذا القول قيل أيام الجاهلية في ضمرة بن ضمرة بن جابر النهشلي الذي كانت به دَمامة شديدة مع حمرة ؛ وذلك عندما استدعاه النعمان بن المنذر بعد أن سمع عنه ؛ فلما دخل ضمره المجلس ألتفت النعمان إلى أصحابه وقال : لأن تَسمع بالمُعيديّ خير من أن ترإه . وقصة هذا المثل نلخصها من المراجع كالتالي :
كان ضمرة ؛ واسمه شقة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل من بني مجاشع من تميم يغير على بعض المواقع التابعة للمناذرة ملوك العرب بذلك العهد وينهب كل مايستطيع حمله ؛ فارسل النعمان سرايا للقبض عليه لكنها عجزت عن ذلك ؛ فأضطر لمهادنته وإستدعائه لإكرامه وتزويده بمايريد ، وعندما قدم ضمرة على النعمان سأله : من أنت ؟ فقال : شقة بن ضمرة ؛ فقال النعمان : لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ؛ فرد شقة : إنما المرء بقلبه ولسانه فإذا نطق نطق ببيان وإذا قاتل قاتل بجنان والرجال لا تكال بالقفزان ، فأعجب النعمان برد (شقة) وسماه (ضمرة) كاسم أبيه وصار يعرف بضمرة بن ضمرة ، وصار قول النعمان السالف مثلاً يضرب عندما تسمع عن الرجل أمر جميل فإذا رأيته تُصدم به ويخيب ضنك .

أما عن سبب تسمية شقة أو ضمرة بالمعيدي ؛ فقيل : أن "المعيدي" تصغير "معدي" وهي نسبة إلى معد بن عدنان ؛ وهو جد من أجداد العرب العدنانية عرفت ذريته بأنهم أهل غلظ في المعاش ؛ لذلك تقول العرب : عليكم باللبسة المعدية اي خشونة اللباس .
والجدير بالذكر فأن ضمرة هذا هو نفسة المذكور في الموضوع المعنون (التحرم) ؛ وأيضاً هو نفسه الذي ذكره صاحب كتاب الديباج بأنه أحد المرتشين في أيام الجاهلية .

الخميس، 1 ديسمبر 2016

ترجمة : شبل بن معبد الأحمسي البجلي

صاحب الترجمة هو والد الشاعر عبدالله بن شبل الأحمسي البجلي ، وتذكر المراجع انه ليس في البصرة من بجيلة بذلك العهد غير شبل البجلي وأهل بيته ويعدون في ثقيف (حلفاً) بسبب المصاهرة ، حيث تذكر المراجع بان زوجة شبل هي أردة بنت الحارث بن كلدة الثقفي ؛ وأختها صفية هي زوجة عتبة بن غزوان المازني ، لذلك عندما ولي عتبة بن غزوان ولاة البصرة ؛ انتقل إليها مع أصهاره ؛ شبل البجلي ونفيع وأخوه نافع ابناء الحارث بن كلدة . وقيل أن شبلاً شارك بفتح إصطخر ، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شبل على قبض المغانم وقد ورد اسمه في قصيدة أبي المختار الكلابي التي اشتكى فيها لعمر رضي الله عنه من فساد عمال الأحواز وغيرهم ، فقاسمهم عمر رضي الله عنه أموالهم ، والقصيدة هي :

أبلغْ أمـــيرَ المــؤمنينَ رســـالةً ** فأنتَ أمينُ اللهِ في النــهيِ والأمْــرِ
وأنتَ أمينُ اللهِ فينا ومَنْ يكُـــنْ ** أميناً لربِّ العرْشِ يَسْلَمْ بهِ صَدْري
فلا تدعَنَّ أهلَ الرساتيقِ والقُـرى ** يسـيغون مالَ اللهِ في الأدم الوفـرِ
فأرْسلْ إلى الحجاجِ فاعرفْ حسابَه ** وأرسلْ إلى جزءٍ وأرسلْ إلى بشـرِ
ولا تنســــــــينَّ النـــافِعَيْنِ كِلَيْهِمــــا ** ولا ابن غلابٍ من سَــراةِ بني نَصْرِ
وما عاصمٌ مِنْها بصفر عيابــــه ** وذاكَ الذي في السوقِ مولى بني بدرِ
وأرسلْ إلى النُّعمانِ فاعرفْ حسـابَهُ ** وصهر بني غزوان إنِّي لذو خــبر
وشبلاً فَسَـلْهُ المالَ وابنَ محــرش ** فقد كانَ في أهلِ الرَّســاتيق ذا ذِكْرِ
فقاسمهم نَفْسي فداؤُكَ إنَّهــــــم ** سيرضَونَ إنْ قاسَمْتَهم مِنْكَ بالشَّــطرِ
ولا تدعـــــوني للشــــهادَةِ إنَّنـــي ** أغيبُ ولكني أرى عجبَ الدهـــرِ
نؤوبُ إذا آبـوا ونَغْــزو إذا غَــزوا ** فأنّى لهم وَفْرٌ ولسْـــنا ذوي وفــر
********

فأخذ عمر رضي الله عنه بالشكوى وقاسم كل من ذكر اسمه في القصيدة وأخذ شطر أموالهم ، وقيل أنه أخذ نعلاً وترك نعلاً ؛ وهو شيئ غير مستغرب من الفاروق رضي الله عنه .