عنوان موضوعي مأخوذ من مثل أو قول يستخدم عندما تكون الصورة الحقيقية لشخص ما مخالفة تماماً للصورة الذهنية عنه ؛ وتذكر المراجع أن هذا القول قيل أيام الجاهلية في ضمرة بن ضمرة بن جابر النهشلي الذي كانت به دَمامة شديدة مع حمرة ؛ وذلك عندما استدعاه النعمان بن المنذر بعد أن سمع عنه ؛ فلما دخل ضمره المجلس ألتفت النعمان إلى أصحابه وقال : لأن تَسمع بالمُعيديّ خير من أن ترإه . وقصة هذا المثل نلخصها من المراجع كالتالي :
كان ضمرة ؛ واسمه شقة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل من بني مجاشع من تميم يغير على بعض المواقع التابعة للمناذرة ملوك العرب بذلك العهد وينهب كل مايستطيع حمله ؛ فارسل النعمان سرايا للقبض عليه لكنها عجزت عن ذلك ؛ فأضطر لمهادنته وإستدعائه لإكرامه وتزويده بمايريد ، وعندما قدم ضمرة على النعمان سأله : من أنت ؟ فقال : شقة بن ضمرة ؛ فقال النعمان : لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ؛ فرد شقة : إنما المرء بقلبه ولسانه فإذا نطق نطق ببيان وإذا قاتل قاتل بجنان والرجال لا تكال بالقفزان ، فأعجب النعمان برد (شقة) وسماه (ضمرة) كاسم أبيه وصار يعرف بضمرة بن ضمرة ، وصار قول النعمان السالف مثلاً يضرب عندما تسمع عن الرجل أمر جميل فإذا رأيته تُصدم به ويخيب ضنك .
أما عن سبب تسمية شقة أو ضمرة بالمعيدي ؛ فقيل : أن "المعيدي" تصغير "معدي" وهي نسبة إلى معد بن عدنان ؛ وهو جد من أجداد العرب العدنانية عرفت ذريته بأنهم أهل غلظ في المعاش ؛ لذلك تقول العرب : عليكم باللبسة المعدية اي خشونة اللباس .
والجدير بالذكر فأن ضمرة هذا هو نفسة المذكور في الموضوع المعنون (التحرم) ؛ وأيضاً هو نفسه الذي ذكره صاحب كتاب الديباج بأنه أحد المرتشين في أيام الجاهلية .