تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

السبت، 15 أكتوبر 2016

من أمثال العرب : الخيل ميامين

الخيل ميامين ؛ هو مثل عربي قديم يضرب للشيئ الذي تأتيه من أي جهة ، وأصل المثل مأخوذ من قول جرير بن عبدالله البجلي في قصة المنافرة الشهيرة بينه وبين خالد الكلبي في أيام الجاهلية ؛ وذلك بعدما أستهزأ خالد الكلبي بجرير البجلي عندما ركب جرير الفرس من وَحْشِية* ؛ فرد عليه جرير البجلي : الخيل ميامن ؛ بمعنى من أي جانب جئتها فهو يمين .

* وعن معنى الوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ ؛ فالمراجع تقول : هما الشِقُّ الأَيْمنُ والأَيْسَر لكلِّ شيئ ، وقد أختلفت أقوال المراجع بشأن تحديد أيهما الشق الوَحْشِيُّ وأيهما الشق الإِنْسِيُّ ؛ فالبعض قال : وَحْشِيُّ كلِّ شيئ شِقُّه الأَيْسَرُ وإِنْسِيُّه شِقُّه الأَيْمنُ ، وقيل العكس : الوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من كل شيئ والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر ، والبعض فرق بينهما عند الحديث عن الإِنسان والدواب ؛ فقيل : وَحْشِيُّ كلِّ دابة جانبها الأَيمن وإِنْسِيُّها جانبها الأَيسر لأَن الدابة لا تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من جانبها الأَيْسر ، وقيل : الوحشي الذي لا يُقدَر على أَخذ الدابة إذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ ؛ وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة .


السبت، 1 أكتوبر 2016

بجيلة في المدينة المنورة

المعلوم والثابت بامهات الكتب أن بجيلة قبيلة منتشرة عشائرها في مناطق إقليم الحجاز ؛ لكن يبدو أن أحد عشائرها هُجر قسراً لبلاد نجد كما قال صاحب كتاب (معجم ما أستعجم) ؛ عندما قال :
حدث قتال بين قبيلة بنو أفصى بجيلة وأهلهم بنو عرينة بجيلة لسبب تافه ذكره ؛ فتغلبت بنو عرينة على بنو أفصى ؛ فقررت قبائل بني قسر بجيلة طرد بني عرينة من ديارهم ونفيهم عنها فتحالفوا مع قبائل بني عامر بن صعصعة وسكنوا بديارهم . وعرينة وأفصى هما أبناء نذير بن قسر بن عبقر البجلي الأنماري ؛ والنسبة إلى عرينة : عُرَنيّ ؛ ومنهم عدة أعلام ومشاهير أيام الدولة الإسلامية .

والمراجع تذكر أن قبائل عُرَينَةَ سكنت شعبُ جَبلَةَ وهو الموضع الذي كانت فيه الوقعة الشهيرة بين بني عامر وتميم وعبس وذُبيان وفزارة ، وجبلة هذه هضبة حمراءُ بنجد بين الشرَيف والشرَف ؛ وقيل : جبلَةُ جبل طويل له شعب عظيم واسع ولا يرقي الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرَينة بطن من بَجيلة .
وقال ابن الكلبي : اجتمعت قَسرٌ على عُرَينَةَ فأخرجوهم من ديارهم وذلك في الإسلام فنزلوا الخُصُوصُ ، فقال عوف بن مالك بن ذُبيان القَسري البجلي عندما بلغه أمرهم :
أتاني ولم أعلم به حين جـاءَنـي ** حديث بصحْرا الخُصوص عجيبُ

وعن الخُصُوصُ ؛ قيل أنه موضع قريب من المدينة أَنزله سيدُنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، نَفراً من عُرَيْنة عند لِقاحِهِ . وفي الحديث : أَن وفْد عُرَيْنَة قدموا المدينة فاجْتَوَوْها أي كرهوها ؛ فيقال : اجْتَوَيْت البلادَ إذا كرهتها ؛ والاجْتِواءُ النِّزاع إِلى الوطن وكراهةُ المكان الذي أَنت فيه وإِن كنت في نِعْمة . وقيل : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من عُرينة كأنوا مجهودين مضرورين فأنزلهم عنده وسألوه أن ينجيهم من المدينة فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاحٍ له بفيف الخبار وراء الحمى .