تذكر المراجع أن قبائل بجيلة كانت تقيم في السراة ولسبب تافه قامت حرب طاحنة بين قبيلتي بنو عرينة بن نذير القسري البجلي وأخوتهم بنو أفصي بن نذير القسري البجلي فتغلبت قبيلة عرينة على قبيلة أفصي فقررت باقي قبائل بنو قسر البجلي طرد بنو عرينة البجليين عن ديارهم ونفيهم عنها ؛ فألتحق معظم بطون بنو عرينة بقبائل بني عامر بن صعصعة ؛ وبعضهم صار مع قبائل بني جعفر بن كلاب ؛ وأنضم بعض بنو عرينة البجليين إلي بني سليم بن منصور ؛ ودخلت أبيات منهم في بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم ، وقاتلت قبائل عرينة مع بني عامر في يوم شِعب جَبلة* بزعامة ابن مغراء العرني البجلي . وعن قتال قبائل بجيلة مع بعضهم البعض ؛ ورحيل قسم منهم عن موطنهم بالسراة قال عوف بن مالك بن ذُبيان القَسري البجلي عندما بلغه أمر طرد أهله من موطنهم ؛ قال :
وحدثت قومي أحدَث الدهرُ بينهم ** وعهدهـــم بالنائبات قريبُ
فقيرُهــم مُبدي الغنـي وغيهـم ** لـه ورق للســــــائلين رطيبُ
وحدثت قوماً يَفرحــون بهُلكهم ** ســــيأتيهم ملمنديات نصيبُ
------------------------------
* يوم شِعب جَبلة :
كان لقيط بن زرارة بن عدس التميمي - يكنى أبا دختنوس وأبا نهشل - قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ بثأر أخيه معبد بن زرارة ، وبينما هو يتجهز أتاه الخبر بتحالف بني عبس وبني عامر ، فاْستعان لَقيط ببني ذُبيان لعداوتهم لبني عَبس من أجل حَرب داحس ، فأجابته معظم قبائل غَطفان وتجمّعت له تميم كلها بإستثناء بني سَعد ؛ وخرجت معه أيضاً بنو أَسد لحلْف كان بينهم وبين غَطفان ؛ وأنضم إليه الجونَ الكَلْبيّ ملك هَجر .
أما بني عامر فقد كان معهم يومئذ بنو عَبس ؛ وغنى في بني كِلاب ؛ وباهلةُ في بني كعب ؛ ورهط المُعَقَر البارقيّ يومئذ كانوا في بني نُمير بن عامر ؛ وكانت قبائل بنو عرينة بَجيلة كُلّها معهم ، فأقبل لَقيط ومن مَعه فوجدوا بني عامر وحلفائهم قد دخلوا شِعْب جَبلة ، فنزلوا على فَم الشِّعب ، فقال لهم رجل من بني أسد : خذوا عليهم فَم الشِّعب حتى يَعْطشوا ويَخْرجوا ، فوالله ليتساقطُنّ عليكم تساقطَ البَعَر من أست البعير ، وكانت بنو عامر ومن معهم قد عقلوا الإبل وعَطّشوها ثلاثة أخماس ، وذلك اثنتا عشرةَ ليلة ، ولم تَطْعم شيئاً ، فأتوا حتى دخلوا الشِّعب عليهمِ ، فلما دخلوا حلّوا عُقُلَها فأقبلت الإبل تهوي ، فسمع القومُ دَويها في الشِّعب ، فظنوا أن الشِّعب قد هُدم عليهم ، والرّجالة في إثرها آخذين بأذنابها ، فدقّت كلَّ ما لقيتْ بطريقها ، فانهزموا لا يُلوون على أحد ، وقُتلَ يومها زعيمهم لقيطُ بنُ زُرارة .