السَراةَ في اللغة : أعلى الشيء ، وسراة الفرس : أعلى ظهره ؛ وسراة القوم : زعمائهم ، وفي الجمع يقال : سروات ، قال الأَفْوَهُ الأَوْدِي المذحجي القحطاني :
لا يَصْلُحُ القَوْمُ فَوْضَى لا سَراةَ لَهم ** ولا سَراةَ إذا جُهّـالُـهُـم سـادُوا
والسَراةَ أيضاً اسم يطلق أحياناً على إقليم الحجاز كله ، وبعض المراجع تقتصر تسمية السراة على الأجزاء الجنوبية من جبال الحجاز ، وهي جبال عظيمة الطول والعرض والامتداد تحجز بين تهامة واليمن . ويقول الكلبي : إن طول السراة ما بين ذات عرق إلى حد نجران اليمن ، وبيت المقدس في غربي طولها ، وعرضها ما بين البحر إلى الشرق ، وإن الجبل نفسه سراته ، وهو الحجاز ، وما احتجز به في شرقيه من الجبال ، وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلى المدينة ، ومن بلاد مذحج تثليث وما دونها إلى ناحية فيد ، فذلك كله من الحجاز ، وجبل السراة ليس بجبل واحد ، وإنما هي جبال متصلة على نسق واحد من أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض هذه المواضع وقد ينقص مثله في بعضها ، فمبتدأ هذه السراة من أرض اليمن .
والهمداني يقول : إن جبل السراة يصل ما بين أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة ، والحد الشرقي للحجاز هو تثليث ، وأن ما دونه إلى ناحية فيد والجبلين أجا وسلمى هو من الحجاز .
وعن أرض السراة يقول الهمداني : صعوداً إلى اليمن تجد سراة بني علي وفهم ثم سراة بجيلة والأزد وألمع وبارق ودوس وغامد والحجر ، حتى جرش ، بطون الأزد مما تتلو عنز إلى مكة منحدرا الحجر ، باطنها في التهمة ، وألمع في أعالي حلي وعشم وذاك قفر الحجر ، وتنومة والأشجان ونحيان ثم الجهوة ، قرى لبني ربيعة بن الحجر ، وعاشرة العرق وأيد وحضر ووراءه قرى لبني ربيعة من أقصى الحجر أيضاً ، وحلبا قرية لبني مالك بن شهر قبلة الحجر ، على هذا يمانيها مصال لعنز ، ومن شآميها بلد ألوس والفزع من خثعم ، وشرقيها ما جاور بيشة* من بلد خثعم وأكلب ، وغوريها بلد بارق ، فآل عبيدة من الأزد .
-----------------------------
* غير بيشة الواقعة في منطقة الفاو العراقية ، حيث تذكر المراجع أن وادي بيشة بالحجاز يعد من أكبر أودية السراة الشرقية ويحتل منطقة واسعة ومعظمه لقبائل خثعم إذ أن جميع البطون القاطنة فيه هي بطون من خثعم أخوة بجيلة لأبيهم أنمار بن أراش القحطاني .