تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الجمعة، 15 مايو 2015

الحســــــد

مقالة اليوم عن (الحسد) تلك الآفة الاجتماعية الخبيثة ؛ وفي البداية لابد من تعريف (الحسد) ، الحسد : بإيجاز هو أن يتمنى الإنسان زوال نعمة غيرة ، والحسد غير (الغبطة) ؛ فالغبطة لابأس بها لأنها تعني أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما عند غيره من نعمة أو صفات حسنة ومميزات دون أن يتمنى زوالها منهم .
أما الحسد فهو آفة ومرض خبيث يدل على نفسيةٌ فاسدة وضعف في الإيمان واهتزاز ثقة الإنسان بنفسه ، والشعراء على مر العصور تحدثوا عن هذه الآفة الخبيثة ؛ فنجد الشاعر الثقفي يقول :
 تملأتَ من غيظ عليَّ ، فلم يزل     بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوي
 وما برحتْ نفسٌ حسود حشيتها     تذيبك حتى قيلَ : هل أنت مكتوي؟
ويرى أبو العلاء المعري أن الحسدَ موجودة في البشر لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات ، فنجده يقول :
 ومن عاش بين الناس لم يخل من أذى     بما قال واشٍ ، أو تكلم حاســدُ
ويرى البعض أن الحسد من الآفات المتجذرة التي قد يستحيلُ اقتلاعها من النفس ، فنجد الإمام الشافعي يقول :
 كل العداوة قد ترجى مودتها     إلا عداوة من عاداك من حَسَدِ

ويقول :
 اصبر على كيد الحسو     د فإن صبرك قاتله
 فالنــارُ تأكل بعضها       إن لم تجد ما تأكله
ولا شك أن الحسد يعتبر شهادة ضمنية بعظمة المحسود وتميزه بصفات وخصائص ومكارم لا تتوافر في الحاسد لذلك نجد الشاعر يقول :
إن يحسدوني فإني غير لائمهم     قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا
 فدامَ لي ولهم ما بي وما بهموُ     ومـاتَ أكثرُنا غيــظًا بما يجــــــــــــــــــــــــدُ
وبنفس السياق نجد أبو تمام يقول :
 وإذا  أراد  الله نشـــــــر فضيلــة     طويت أتاحَ لها لـســـانَ حســود
 لولا اشتعال النار فيما جاورت     ما كان يعرف طيبُ عَرفِ العود
وفي نفس هذا المعنى يقول البحتري :
 ولن تستبين الدهر موقع نعمة     إذا أنت لم تدْلل عليها بحاسد
ويرى البعض أن الحسد قد يقع من الأقارب وهو دليل على عظمة المحسود وعلو شأنه وتميزه عنهم ؛ فيقول أحد الشعراء :
 وإذا ملكت المجد لم     تملك مودات الأقــــــــــــارب
 والمجد والحساد مقـ     ـرونان ، إن ذهبوا فذاهب
 وإذا فقدت الحاسدين     فقدت في الدنيـــا الأطايب
ولأن حسد ذوي القربى أشد إلاماً على النفس من حسد غيرهم ؛ لذلك نجد أبو تمام يقول :
 ما هذه القربى التي لا تتقَى     ما هذه الرحمُ التي لا تُرحمُ
 حسد العشيرة للعشيرة قرحة     تلدت وســـــائلها وجرح أقدم
وأخيراً نضع قصيدة أبو الأسود الدُؤلي الذي يقول فيها :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه     فالقـــــومُ أعداءٌ لهُ وخصومُ
كضرائرِ الحسناء قلن لوجهها     حســـــــــــــــــداً وبغاً إنه لدميم
وترى اللبيب محسدًا لم يجترم     شتْم الرجال وعرضه مشتوم
وكذاك من عظمت عليه نعمةٌ     حســاده سيفٌ عليه صروم
فاترك محاورة الســــفيه فإنها     ندمٌ وغبٌّ بعد ذاك وخيـــــــــــم
وإذا جريت مع السفيه كما جرى     فكلاكما في جريه مذموم
وإذا عتبت على السفيه ولمته     في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلــــه     عارٌ عليك إذا فعلت عظيـــــم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها     فإذا انتهت عنــه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى     بالعــــلم منك وينفع التعليم
ويل الخلي من الشـــــجي فإنه     نصب الفؤاد بشجوه مغموم
وترى الخلي قرير عين لاهيـــاً     وعلى الشــــجي كآبةٌ وهموم
ويقول : ما لك لا تقول مقالتي     ولسان ذا طلقٌ وذا مكظوم
لا تكلمن عرض ابن عمك ظالماً     فإذا فعلت فعرضك المكلوم
وحريمه أيضاً حريمك فاحمـــــــــه     كي لا يباع لديك منه حريم
وإذا اقتصصت من ابن عمك كلمةً     فكلومه لك إن عقلت كلوم
وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجـــــــــــــــةٌ     فلقاؤه يكفيك والتســــــــــــــــليم
فإذا رآك مســــــــــــــــــــلماً ذكر الذي     كلمتـــــــــــــــــــــه فكأنه ملزوم
ورأى عواقب حمد ذاك وذمـــــــــه     للمرء تبقى والعظام رميـــــــــم
فارج الكــــــــريم وإن رأيت جفاءه     فالعتب منه والكرام كريــــــــــم
إن كنت مضطراً وإلا فاتخــــــــــذ     نفقاً كأنك خائفٌ مهــــــــــــزوم
واتركه واحذر أن تمر ببابــــــــه     دهراً وعرضك إن فعلت ســليم
فالناس قد صاروا بهائم كلهم     ومن البهائم قائلٌ وزعيــــــــــــم
عميٌ وبكم ليس يرجى نفعهم     وزعيمهم في النائبات مليــــــم
وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجــــــــةً     فألح في رفقٍ وأنت مديــــــــــــم
والزم قبالة بيتـــــــــــــــه وفناءه     بأشــــــــــد ما لزم الغريم غريم
وعجبت للدنيا ورغبـــة أهلها     والرزق فيما بينهم مقســــــــوم
والأحمق المرزوق أعجب من أرى     من أهلها والعاقل المحروم
ثم انقضى عجبي لعلمـــــــي أنه     رزقٌ موافٍ وقته معلـــــــــــــوم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجمعة، 1 مايو 2015

ترجمة : الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي

الأمير خالد القسري البجلي* هو أحد خطباء العرب وأجوادهم من أهل دمشق من بطن شق من بنو قسر بجيلة ، وتقول عنه المراجع ؛ هو : خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي الدمشقي أمير العراقين لهشام وولي قبل ذلك مكة المكرمة للوليد بن عبد الملك ، روى عن أبيه وجده الصحابي أسد البجلي ، وكان خالداً جواداً ممدوحاً عنيداً ومن نبلاء الرجال وله دار معروفة في دمشق ، وله عدة أخوة ؛ منهم : أسد وإسماعيل وأمية والوليد ، وأيضاً له عدة أبناء ؛ منهم : سعيد ومحمد وهشام ومليح ويزيد (يزيد هو الذي أقتص من قاتل والده) .
وكان الأمير خالد البجلي متعصباً للقبائل اليمانية لأن قبيلته منهم ؛ فكان يستعين بالغالب في بني قومه من بجيلة لإدارة شئون الحكم أيام ولايته ؛ فعين شقيقه أسد والياً على خراسان ؛ وجعل على الشرطة في مناطق حكمه السمط بن مسلم البجلي وأبان بن الوليد البجلي وإسماعيل بن أوسط البجلي وعبد الله بن عمرو البجلي وضبيس بن عبد الله البجلي وغيرهم .
وفي سنه 120هـ عُزل خالد عن ولاية العراق وولى خلفاً له يوسف بن عمر الثقفي ؛ وقد تعددت الأقوال في سبب عزله ؛ منها قيل وشاية أحدهم للتخلص منه لصرامته وشدته في حكم العراق لأنه كان يمثل أحد أركان قوة حكم بني أميه بالعراق وخراسان والتخلص منه سيؤدي إلى زعزعة تأييد القبائل اليمانية لحكم بني أميه ؛ والمراجع تقول أن من أهم العوامل التي ساهمت في سقوط الخلافة الأموية مقتل الأمير خالد الذى أثار مقتله كراهية القبائل اليمانية . وقد قتل الأمير خالد في سنة 126هـ بأمر من الخليفة الوليد بن يزيد الأموي الذي حكم فترة قصيرة ؛ قتله الوالي يوسف بن عمر الثقفي الذي تولى العراق من بعد الأمير خالد البجلي ، وقد أقتصت القبائل اليمانية من الخليفة الوليد والوالي يوسف بن عمر ؛ فقتلا في سنة 127هـ .
--------------------------------
يرجي عند النقل من المدونة ذكر المصدر مع الشكر






ملاحظة : 
* أستاذه في كلية التربية في جامعة بابل بالعراق نقلت حرفياً ترجمة الأمير خالد القسري البجلي من موقع قبيلة بجيلة (اضغط للمعاينة) والمأخوذة من كتاب (أعلام بجيلة وخثعم) ووضعتها بأسمها في موقع الكلية بالرابط (اضغط للمعاينة) دون أن تذكر المصدر الذي نقلت منه ؛ أين الأمانة العلمية يادكتورة !!! .