تنبيه :

يرجى ذكر المصدر عند النقل من المدونة مع الشكر

الأحد، 15 فبراير 2015

ألقاب الشهرة

يقول صاحب الموسوعة الكويتية : إعتاد الكويتيون عطاء ألقاب لأسرهم ؛ فلا توجد أسرة إلا ولحق بها لقب معين ، وبعض تلك الألقاب تكون على سبيل المزاح أو الإيذاء والإهانه ، وهي التي يقال لها في الكويت (العلوقة) أو (الطفارة) ، وفي الغالب تبقى تلك الألقاب ملازمة للفرد وأسرته ، وربما تستمر مع نسله وسلالته من بعده . والألقاب التي تحدث عنها صاحب الموسوعة الكويتية تسمى "ألقاب شهرة" ؛ وهي ألقاب يشتهر بها الفرد أو العائلة بغرض تعريفه وتمييزه عن سواه ؛ وهي غير للألقاب المأخوذة من نسب الفرد أو من اسم جده أو اسم مهنة أسلافه .

في الغالب يكون مصدر لقب الشهرة معروف ومعلوم ؛ وهناك أيضاً بعض الألقاب المختلف على مصدرها كلقب العتوب الذي تذكر بعض المصادر بانه مأخوذ من فعل (عتب) ومعناه الإكثار من الترحال من مكان لآخر ، بينما صاحب كتاب (الكويت وجاراتها) يذكر روايتين منقولتين عن الشيخ عبدالله السالم رحمه الله بشأن مصدر لقب العتوب ، يقول بالرواية الأولى بان (بني عتوب) لقب مأخوذ من النزوح من نجد إلى الشمال ، فيقال أنهم (عتبوا إلى الشمال) ، فعرفوا من يومها ببني عتوب ، وعتوب هو ليس اسماً لأي سبط حقيقي من أسباط قبيلة العمارات من عنزة .
أما الرواية الثانية والتي قال لا يستحسنها الشيخ عبدالله السالم رحمه الله ، فهي أن اللقب مستمد من (عتبة) بيت الشيخ عبدالله الصباح (عبدالله الأول) ، وهو المكان الذي تعاهد به شيوخ آل الصباح مع الحاكم وقتها (الشيخ عبدالله) على التآزر لصد هجوم قبيلة بني كعب الذين عزموا على غزو الكويت بسبب رفض الشيخ عبدالله تزويج ابنته لشيخهم ، ولأنهم تعاهدوا على (عتبة) بيت الشيخ عبدالله صاروا يعرفون ويلقبون ببني عتبة أو بني عتوب .

وحالة تعدد روايات مصدر لقب العتوب تنطبق أيضاً على ألقاب أخرى ؛ منها لقب الفوادرة الذي يطلق على تجمع أسرى قديم أنتهى بمرور الزمن كغيره من التجمعات التي أنتهت ، ويقول السعيدان في موسوعته عن مصدر لقبهم بانه مشتق من أسم منطقة الفاو العراقية التي كانوا يقيمون بها ، فعرفوا بأهل (الفاو دار) ، وهم طائفة من بني تميم استوطنت الكويت منذ القدم . بينما صاحب كتاب (أنساب الكويت) يقول بأن لقبهم مأخوذ من مكان يسمى (فودر) تذهب إليه طائفة من بني تميم للتبرد خلال شهور الصيف . وآخرون قالوا أن اللقب أخذ من أسم طائفة من تجمعهم يقال لهم آل فادر من الغياثات الدواسر ، ثم صار اللقب يطلق على الجميع وكل أسرهم علماً بان آل فادر الدواسر تذكرهم المصادر عند الحديث عن معركة حدثت بين أمير الحجاز الشريف غالب وبين قبيلة الدواسر بسبب حمايتهم رجلٍ من العجمان يدعى جريس ؛ وهو القائل :
وترى عزتيي منهم رجال آل فادر ** غشاهم من البيضا ذرا والحـاف

وينقسم الغياثات لعدة أقسام ؛ منهم : آل فادر ؛ آل سلمة ؛ الشياحين ؛ المظالمة ؛ السويقات ؛ الحراجين ؛ الشرافا الذين منهم آل شرف (بن شرف) .
أما عن معاجم اللغة العربية فأنها تقول بان (الفادر) هو الشاب التام أو العظيم ، والجمع منها (فوادر) ، ويقال أيضاً (الفادر) للوعل الذي أسن ووصل منزلة القارح من الخيل والبازل من الأبل والصالغ من البقر ، والجمع (فوادر) ، وتضيف المراجع بان (الفادر) هي أيضاً الناقة المنفردة عن باقي الأبل . أما (الفادرة) فهي الصخرة العظيمة التي تراها برأس الجبل ، وقد شبهت بالوعل لأنه يكون عادة برؤس الجبال .
ومن أمثال العرب القديمة ؛ يقال : بال فادر فبال جفره .


الأحد، 1 فبراير 2015

النسب الجغرافي : ألقاب منسوبة لاسماء بلدان

النسب الجغرافي هو إصطلاح مجازي أطلقناه على الألقاب المنسوبة لبلدان أو مواقع جغرافية معينة ، والثابت بالمراجع أنه بعد الفتوحات الإسلامية وتفرق القبائل العربية في بلدان الدولة الإسلامية الكبرى ، صار يضاف لقب منسوب لموطن الفرد أو محل إقامته لتعريفه وتمييزه ، فيقال مثلاً : أحمد بن سلامة البجلي الكرخي ، فلقب (الكرخي) المضاف لأسمه منسوب لبلدة (الكرخ) الواقعة في العراق . والمراجع مملوءة بالعلماء والشخصيات التاريخية الذين أشتهروا بهذا النوع من الألقاب ؛ وهي ألقاباً لا تدل على نسبهم القبلي ، فمثلاً الإمام أبو داود الأزدي السجستاني صاحب كتاب سنن أبو داود هو من قبيلة الأزد الشهيرة ولُقب (بالسجستاني) نسبة لموطنه أو لسكناه في بلاد سجستان . وبسبب طول الزمن وتحضر الناس صار كثير منهم يكتفي بألقاب منسوبة لمهنة أجدادهم أو لمحل إقامتهم ، فهناك مثلاً لقب : البغدادي والبصري والقطيفي والحساوي والنجدي ، وكلها ألقاب منسوبة لمواقع جغرافية ولا تدل على النسب ، وقد تشترك أكثر من أسرة بنفس اللقب دون أن تكون بينهم قرابة أو إنتماء لنفس العشيرة .

ومن جانب آخر ، فالثابت بالمراجع أن كثير من المواضع الجغرافية سُميت باسماء مؤسسيها وقاطنيها ، مثل نجران التي سُميت نسبة لقبيلة نجران بن زيد بن سبأ ؛ وعبادان نسبة لعباد بن الحصين ؛ وبلدة الدواسر التي تقع على شط العرب سُميت نسبة لطائفة من قبيلة الدواسر ، ونهر المهلبان قرب الفاو سمي نسبة للمهلب بن أبي صفرة ، وقيل أن قرية (البجلانية) بالعراق سُميت نسبة لطائفة من بجالة أو بجيلة . وأيضاً أهل الكويت كانوا – ومازالوا - يسمون الأماكن والمواضع الجغرافية باسماء أول مؤسسيها أو أغلبية قاطنيها ، فسميت الكويت نسبة إلى كوت صغير لشيخ قبيلة بني خالد ، والصبية نسبة لفرقة من الصابئة سكنت المنطقة ، وأم قصر نسبة لقصر شيده ابن رزق الأسعد . وأمتد نفس الأسلوب ليشمل اسماء الأحياء (الفرجان) الكويتية القديمة ؛ فهناك فريج سعود وفريج المهارة وفريج البُجلان وغيره وكلها أسماء مأخوذة من أسماء غالبية سكانها أو شهرة أحدهم .
وخلاصة هذه المقالة أن النسب الجغرافي لا يدل على نسب الفرد أو العائلة لأنه يندرج ضمن " ألقاب الشهرة " التي تحدثنا عنها في مقالة سابقة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته