شاعر من بنو سحمة من قبيلة بجيلة يسمى العاشق ذكرته المراجع بأنه عاش بزمن ولاية الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي للعراق ، وقيل : كان لعمرو بن دويرة البجلي أخ عشق ابنة عمه ، وكان أبوها يبغضه ويأباه ، فشكاه إلى الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي والي العراق وقتها ، فحبسه ثم أطلقه بعد مدة ، فلم يلبث أن تسور الجدار عليها ، فأتى به أخوتها إلى الأمير خالد ومعهم جماعة يشهدون عليه ، وادعوا أنه أتى للسرقة ، فسأله الأمير خالد ، فصدقهم عمرو ليدفع الفضيحة عن أبنة عمه ، فأراد الأمير خالد قطع كفه لإقراره بالسرقه ، فبعث عمرو أخاه إلى الأمير خالد القسري برقعة كتب فيها :
أخالد قـد والله أوطئت عشـــوة ** وما العاشق المظلوم فينا بســارق
أقر بما لم يأته المــرء إنـــه ** رأى القطع خيرا من فضيحة عاتق
ومثل الذي في قلبه حل قلبهـــا ** فكن أنت تجلو اليوم عن قلب عاشق
ولولا الذي قد خفت من قطع كفـه ** لألفيت في أمر الهوى غير ناطـق
إذا مدت الغايات في السبق للعـلى ** فأنت ابن عبد الله أول ســـابق
فأرسل الأمير خالد القسري مولى له يثق به يسأل عن صحة الخبر سراً ، فأكد صحة ما قاله عمرو ، فقرر خالد تزويجه ، فامتنع أهلها وقالوا : ليس بكفؤ لها ، فقال الأمير خالد : بلى والله ، إنه لكفؤ لها إذ بذل كفه عنها ، ولئن لم تزوجوه لأزوجنه أنا وأنتم كارهين ، فزوجوه وساق الأمير خالد القسري البجلي عنه مهرها ، فصار يسمى العاشق إلى أن مات .