يقول الشاعر البجلي نواف المالكي في قصيدة (أجمل درس في إفشال مخطط الفرس) :
الفعــل بالفعــل يثمـر والسـياسـة ردة آفعـال * وثـوار الاحـواز فــرصـتنا ومنهم يثمـر الغـرس
بعدما صارت أخبار ثوار الأحواز تتداول بين الناس ؛ لاحظنا أن هناك من يستخدم لفظ (الأهواز) بدل (الأحواز) ؛ والأهواز لفظ خاطئ لاسم إقليم عربي يعد جزء من بلاد العراق حتى عام 1847م عندما أستولت عليه الدولة الفارسية بالأتفاق مع الدولة العثمانية حكام العراق بذلك العهد ؛ وطبقاً لأقوال المراجع فأن أطلاق اسم (الأهواز) على إقليم الأحواز العربي ناتج من تداول الفرس الاسم ؛ حيث يقول صاحب كتاب (معجم البلدان) الآتي : الأهواز جمع (هوز) وأصلها حوز والجمع (أحواز) ، ولما كثر استعمال الفرس للاسم غيرته لأن ليس في كلامهم (حاء) ، فقلبوها (هاء) ، مثلما يقولون في حسن (هسن) وفي محمد (مهمد) ، وتلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال (أ.هـ) .
والثابت أن لفظ (حوز) مازال مستخدماً في العراق وماجاورها ؛ والكلمة تعني (مُلك) ؛ فيقال (حوز فلان) بمعنى (مُلك فلان) ، وفي القرن الماضي أطلق الفرس على أقليم الأحواز اسم (عربستان) لأن جل سكانه من القبائل العربية وذلك أسوة باسماء الأقاليم الأخرى التي تكونت منها الدولة الإيرانية أو التي ضمتها إليها ؛ ثم قاموا مؤخراً بإستبدال الاسم ليكون (خوزستان) وهو اسم الإقليم قبل الفتوحات الإسلامية ، ويعني "بلاد الخوز" ؛ والخوز قوم من العيلاميين سكنوا الإقليم في العصور المتقدمة ؛ وقد ورد ذكرهم في قصيدة لبشار بن برد عندما هجا أهل واسط فقال (علوج وانباط وخوز تجمعت) .
والجدير بالذكر فأن الرقعة الجغرافية التي تشغلها الدولة الإيرانية الحالية كانت عبارة عن أقاليم ذات أعراق مختلفة ومستقلة بذاتها ؛ مثل : بلوشستان (بلوش ستان) ؛ ولورستان (لور ستان) ، وفارستان (فارس ستان) وإيرانستان (إيران ستان) كانت مجرد أقاليم مثل غيرهم من الأقاليم الآخرى .